طهران - (وكالات): أثارت صور نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية تظهر نحو 50 فقيراً ومدمناً ينامون في قبور داخل مقبرة شهريار غرب طهران، موجة كبيرة من السخط في إيران.
وأعرب المخرج المعروف أصغر فرهدي في رسالة مفتوحة شديدة اللهجة إلى الرئيس حسن روحاني عن شعوره بـ»الخزي» بعد انتشرت صور القبور بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي. كما أعرب عدد من الرياضيين والفنانين عن غضبهم حيال الأمر. وكتب فرهدي في رسالة نشرت أمس على وسائل التواصل الاجتماعي وهاجم فيها روحاني لتجاهله أوضاع الفقراء في إيران «رأيت التقرير عن حياة رجال ونساء وأطفال في قبور داخل مقبرة قرب طهران، فامتلأ كياني بالخزي والحزن».
وأضاف «أريد أن أشارك هذا الخزي مع كل أولئك الذين استلموا مسؤوليات» خلال العقود الأخيرة في البلاد.
وتساءل «هل تقبل يا سيادة الرئيس أن تعيش عائلتك أو أحد أقاربك في القبور أو أن يناموا في علب الكرتون بالشوارع العامة للعاصمة طهران وباقي المدن؟». وتابع «لو كان هناك مسؤول حريص في الحكومة لقدم استقالته بعد التقرير الذي نشرته صحيفة رسمية حول هؤلاء الفقراء سكان المقابر». ونشرت صحيفة «شهروند» تقريراً مصوراً أمس الأول عن هؤلاء الأشخاص الذين ينامون داخل قبور فارغة حفرت مسبقاً. ونقلت الصحيفة عن أحد المشردين قوله «ألسنا بشراً؟ هل نحن غرباء؟ ألسنا إيرانيين؟».
وخلال خطاب أمس، رد روحاني على رسالة فرهدي مؤكداً أن أحداً لا يمكنه «أن يقبل في بلد كإيران أن يعيش أشخاص داخل قبور». وأضاف الرئيس الإيراني «سمعت عن مشردين ينامون تحت الجسور، أو في محطات مترو في بلاد أجنبية، لكنني لم أسمع كثيراً عن أشخاص ينامون في قبور». وتم تكليف المسؤول المحلي بتسوية المسالة.
وبحسب «شهروند»، تم إجلاء 50 شخصاً من رجال ونساء كانوا ينامون في القبور، بالقوة من المقبرة.
وقال المدعي العام في مدينة شهريار، الواقعة على بعد 30 كيلومتراً من طهران، إن المدمنين الذين تم إجلاؤهم سيرسلون إلى مراكز علاج. وأثارت الصور التي نشرتها صحيفة «شهروند» لفقراء يعيشون في قبور بناحية شهريار، جنوب العاصمة طهران، جدلاً واسعاً لدى الرأي العام الإيراني، دفعت بمسؤولي الناحية لأن يقوموا بطرد سكان القبور، الذين لجؤوا إليها هرباً من البرد والأمطار، بدل إيجاد مأوى لهم. ونشر موقع «آمد نيوز» -الإصلاحي عبر قناته على تطبيق «تلغرام»- صوراً لعناصر الناحية، وهم يطردون الفقراء من المقبرة، وأفاد في تقرير بأن ناشطين من منظمات خيرية ذهبوا لمقبرة نصير آباد، ليقدموا المساعدة لهؤلاء المشردين لإيجاد مأوى لهم لكن لم يجدوا أحداً منهم. والتقى الناشطون بأحد سكان المقابر الذي هرب من الاعتقال، وأخبرهم أن عناصر الناحية اقتادوا بقية سكان المقبرة وهم 300 شخص بينهم نساء وأطفال إلى خارج المقبرة، ويعتقد أنهم تركوهم في شوارع المدينة وأقفلوا أبواب المقبرة. وكانت صحيفة «شهروند» قالت في تقريرها إن هناك نحو 300 شخص من الرجال والنساء والأطفال يعيشون داخل هذه القبور، حيث إنه بين شخص واحد إلى أربعة يعيشون في قبر واحد».
وكان رئيس بلدية العاصمة الإيرانية طهران محمد باقر قاليباف كشف في أكتوبر الماضي أن أكثر من 15 ألفاً من المواطنين الفقراء المشردين الذين لا مأوى لهم ينامون في علب الكرتون بالشوارع بينهم 3000 امرأة.
وأوضح قاليباف في مقابلة مع القناة الثالثة للتلفزيون الإيراني أن الإحصائيات تشير إلى أن هذا الرقم الهائل لهؤلاء الفقراء الذين يبيتون في شتاء طهران القارس على مختلف الفئات العمرية، غير أن هناك فتيات بين النساء تصل أعمارهن إلى 17 و18 عاماً.
وعقب انتشار صور سكان المقابر، وعد مدير ناحية شهريار، جنوب العاصمة طهران، سعيد ناجي، بحل هذه القضية والعمل على إيجاد مأوى لهؤلاء المشردين وذلك في تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».
من جهته، شن ناشطون هجوماً حاداً على النظام الإيراني، بسبب انتشار الفقر وتفشي ظاهرة المشردين وبيوت الكرتون، وقالوا إنه على هذا النظام وأجهزته أن يلتفت للوضع المأساوي للمواطنين الإيرانيين بدل الإنفاق الهائل على التدخلات العسكرية، ودعم الإرهاب في الدول العربية لخدمة طموحاته التوسعية.
وتزايدت نسبة الفقر خلال السنوات الأخيرة في إيران، حيث ارتفع المعدل الرسمي للبطالة من 10.6 % عام 2014 إلى 12.7% خلال العام الحالي، فيما بلغت نسبة البطالة بين الشباب «15 إلى 29 عاماً» 27%.