رغم صغر حجم مملكتنا الغالية إلا أنها تصدت للأطماع والمؤامرات التي أحيطت بها عبر تاريخها القديم والمعاصر، وقد تصـــدى قادتها بكل بسالة، وحـــزم وقــوة حتى أضحت مملكة البحرين منبراً للنهضة والنماء.
إن الأزمة الأخيرة التي تعرضت لها أرضنا الغالية سنة 2011 لهي خير شاهد ودليل على أن مملكة البحرين بأيد حريصة وأمينة متمثلة في سياسة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة التي أنقذت البحرين من أكبر مؤامرة أحيكت لها عبر الزمن.
لقد ارتكزت هذه السياسة على العديد من العناصر النادرة وغير المسبوقة. أولها الحكمة التي وهبها الله للأنبياء والرسل فقد قال تبارك وتعالى: «ولقد آتينا لقمان الحكمة12» وقال سبحانه: «فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً»54»، لم يتسرع جلالة الملك ولم يتخذ خطوات عشـوائية بال كانت خطواته مدروسة ومختومة بالتأني والحنكة. ثانياً: ترسيخ مبدأ المساواة ونبذ الطائفية بكل أشكالها والتي آتت ثمارها في الخطاب الديني المعتدل والمناهج التعليمية الثرية بقيم المواطنة ونبذ العنف، لبناء جيل متحد تحت مظلة واحدة وهي الإخلاص والتفاني بخدمة الملك والوطن، بغض النظر عن العرق أو الطائفة أو الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها. ثالثاً: النظرة المستقبلية البعيدة.
إن ما بذله جلالة الملك المفدى في تلك الفترة الصعبة من تاريخ البحرين لم يكن لإصلاح بحرين الحاضر فقط ولكن لنماء واستقرار بحرين المستقبل فلولا لطف الله أولاً ثم تلك النظرة لكانت مملكة البحرين اليوم وبعد قرابة الست سنوات من تلك الأزمة في عداد الدول المفككة والمتصارعة بين أبناء شعبها.
وفي الختام أتوجه بكامل التقدير والحب والامتنان لجلالة الملك المفدى والمربي والمعلم الذي أضاء دروبنا بشموع الحب والأمل والسلام.
مروة ناصر البوعركي