لا تجد الراحة في سنوات المرحلة الثانوية وتنتظر التخرج بفارغ الصبر كي تجد الراحة والخلاص إلى أن تنال ما تريد وتتخرج من الثانوية، تدخل الحياة الجامعية لتكتشف أنه لا يوجد راحة بعد في الحياة الجامعية وإنما زادت المعاناة وزادت المسؤوليات، تبدأ عد السنوات التي تفصلك عن التخرج الجامعي والخلاص من الدراسة فتنال ما تريد مرةً أخرى وتتخرج من الجامعة، لتكتشف واقعاً آخر لم يكن في الحسبان يزداد بعدك عن الراحة في عملك ووجود من يعمل فوقك ليحاسبك ويعاتبك، ومسؤولية الزواج وتكوين الذات والقدرة على الوقوف على قدميك وتكوين أسره فتتضاعف المسؤولية وتبدأ تنتظر الترقيات على أمل الحصول على راحة أو ضغط أقل.
مع الزمن ودون أن تشعر يبدأ الرأس يمتلئ لتبدأ عد سنوات التقاعد لتجد أخيراً ما انتظرته منذ زمن طويل لتجد الراحة، بعد حصولك على التقاعد تمر بضع سنوات لتبدأ الأمراض تهاجمك ويهرم بدنك تشتاق لأيام الشباب وتشعر بالعجز هنا تدرك واقعاً بعد فوات أوانه، تدرك أنه في هذه الدنيا لا توجد راحة تدرك أنه قد خلقنا لنتعلم ونُعلم و نعمر الأرض التي استخلفنا فيها، الراحة التي أفنيت عمرك تبحث عنها أين ذهبت؟ ألن تجدها؟
من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه لا يرضى بالظلم فقد جعل الراحة التي يحتاجها العبد في الآخرة جنةً تنالها إذا جعلت علاقتك مع الله قوية ومخلصة خلال سنوات الحياة، تدرك أن الطمأنينة والسكينة وراحة البال توجد بالقرب من الله سبحانه وتعالى، لذلك كن معطاءً وأعمل ما تحب لتحب ما تعمل واترك طابعك وخُلقك الجيد لدى الناس فهما الباقيان بعد رحيلك وهي مجرد سنوات وجود يتلوها رحيل إلى الأبد.
ناصر صلاح ناصر