عواصم - (وكالات): أكدت السلطات التركية أمس أنها كشفت هوية منفذ الاعتداء على ملهى في إسطنبول ليلة رأس السنة علماً أنه لا يزال فاراً، بينما قرر البرلمان التركي تمديد حالة الطوارئ المطبقة منذ الانقلاب الفاشل في يوليو الماضي، 3 أشهر، فيما اعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان أن الهجوم يرمي إلى إثارة الانقسام في المجتمع.
وقال وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو لوكالة أنباء الأناضول «تم التعرف على هوية منفذ اعتداء إسطنبول الإرهابي» بدون كشف اسم مرتكب الاعتداء الذي أدى إلى مقتل 39 شخصاً وأعلن تنظيم الدولة «داعش» مسؤوليته عنه.
ونشرت السلطات صوراً عدة للرجل الذي يشتبه بتنفيذه الهجوم، الأول الذي يتبناه «داعش» على الأراضي التركية.
وأورد الإعلام أنه تم صباح أمس اعتقال 20 شخصاً يشتبه بعلاقتهم بالتنظيم المتطرف في مدينة إزمير غرب تركيا، فيما تسعى السلطات إلى معرفة ما إذا كان لدى الرجل شركاء.
وقالت وكالة أنباء الأناضول إن هؤلاء يتحدرون من بلدان في آسيا الوسطى وسوريا. وأعلن الإعلام التركي أن منفذ الاعتداء قد يكون من قرغيزستان أو أوزبكستان. من جهته اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الاعتداء «يهدف إلى إثارة الانقسام والاستقطاب في المجتمع، هذا واضح جداً»، لا سيما بعدما وردت رسائل على مواقع التواصل تنتقد نمط حياة قتلى الهجوم في الملهى.
لكن الرئيس المحافظ سعى إلى الطمأنة في خطابه العلني الأول بعد الهجوم، وأكد أنه «ليس من تهديد منهجي لنمط حياة أحد في تركيا. لن نسمح بحدوث ذلك»، مضيفاً «سنبقى صامدين وسنحافظ على هدوئنا»، لافتاً إلى أن «الاعتداءات تهدف إلى دفعنا لتفضيل عواطفنا على المنطق». ومع توقيفات الأمس يرتفع عدد الموقوفين إلى 36 شخصاً في إطار التحقيق، بينهم زوجة منفذ الاعتداء. وكانت بداية العام دامية بالنسبة لتركيا مع مجزرة الملهى الليلي بعد أن هزتها عام 2016 محاولة انقلاب وسلسلة هجمات ارتكبها متطرفون أو متمردون أكراد. وقرر البرلمان التركي تمديد حالة الطوارئ المطبقة منذ الانقلاب الفاشل في يوليو الماضي، 3 أشهر. وكان المعتدي المسلح ببندقية هجومية اقدم أمام الملهي الليلي الواقع على البوسفور على الضفة الأوروبية للمدينة على قتل شخصين في الخارج قبل أن يدخل المبنى ويطلق النار عشوائياًً.
وتعتقد السلطات التركية أن المهاجم مدرب جيداً على استخدام السلاح، كما نقلت وسائل الإعلام المحلية، نظراً إلى استخدامه قنابل دخان لإرباك ضحاياه، وتصويبه على رؤوس الحاضرين لإيقاع أكبر عدد من القتلى. وذكرت صحيفة «خبرتورك» أن المهاجم بعد ارتكابه مجزرته استقل سيارة أجرة ودفع ثمن الانتقال بمال اقترضه من مطعم اويغوري في منطقة زيتينبورنو في الشطر الأوروبي لإسطنبول.
وأشارت وسائل إعلام عدة مطلع الأسبوع إلى أن المهاجم أقام في نوفمبر الماضي في كونيا جنوب تركيا مع زوجته وأولادهما لتجنب إثارة الشكوك. وبعد الاعتداء بدأت عملية مطاردة لتوقيف الفاعل الذي فر من الملهى الليلي بعد أن بدل ملابسه.