عواصم - (وكالات): أكدت منظمة «العفو» الدولية أن ميليشيات «الحشد الشعبي» التي تحارب إلى جانب القوات العراقية ضد تنظيم الدولة «داعش» ترتكب جرائم حرب باستخدام أسلحة قدمتها الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا وإيران للجيش العراقي، فيما اتهم الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، طارق الهاشمي، إيران بقتل الشيعة، مضيفاً أنه عندما «سئل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، لماذا تقتل إيران الشيعة بتفجيراتها؟ فرد بالحديث عن المصلحة الأمنية لإيران (..) لا تفرق بين شيعة وسنة». في غضون ذلك، بدأ الجيش العراقي عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على مدن لا تزال تخضع لتنظيم الدولة «داعش» قرب الحدود السورية غرب البلاد، في خطوة تزيد الضغط على التنظيم المتطرف الذي تعرض إلى خسائر في الموصل شمال البلاد.
وقالت المنظمة الحقوقية إن ميليشيات «الحشد الشعبي» تستخدم أسلحة من مخزون الجيش العراقي لارتكاب جرائم حرب تشمل الاختفاء القسري والتعذيب وعمليات الإعدام دون محاكمة.
وفي نوفمبر الماضي وافق البرلمان العراقي على أن يصبح «الحشد الشعبي» رسمياً جزءاً من القوات المسلحة العراقية لكن قاطع الجلسة نواب سنة يساورهم القلق من أن هذا التحرك سيرسخ حكم الأغلبية الشيعية بالإضافة لنفوذ إيران الإقليمي.
وعبر مسؤولون عراقيون وغربيون عن مخاوف شديدة من قدرة الحكومة على إخضاع الفصائل الشيعية لسيطرتها.
وقال باتريك ويلكن الباحث في منظمة «العفو» في بيان إنه يتعين على موردي الأسلحة الدوليين «بمن فيهم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وروسيا وإيران أن يصحوا على حقيقة أن جميع عمليات نقل الأسلحة إلى العراق تحمل في طياتها مخاطر حقيقية في أن تنتهي الأسلحة بيد ميليشيات لها تاريخ طويل في انتهاكات حقوق الإنسان».
وأضاف أن على أي دولة تبيع الأسلحة إلى العراق ضمان أن لديها تدابير صارمة للتأكد من أن هذه الأسلحة لن تستخدم من قبل الميليشيات شبه العسكرية في انتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان.
واستشهدت المنظمة بأبحاثها الميدانية على مدى عامين ونصف العام والتي شملت مقابلات مع عشرات من المحتجزين السابقين والشهود والناجين وأقارب قتلى أو محتجزين أو مختفين.
ويركز تقريرها على 4 جماعات قوية معظمها يتلقى دعماً من إيران وهي منظمة «بدر» و»عصائب أهل الحق» و»كتائب حزب الله» و»سرايا السلام».
من ناحية أخرى، بدأ الجيش العراقي ومقاتلو العشائر عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على مدن لا تزال تخضع لتنظيم الدولة «داعش» قرب الحدود السورية غرب البلاد، في خطوة تزيد الضغط على التنظيم المتطرف الذي تعرض الى خسائر في الموصل.
وقال اللواء الركن قاسم المحمدي قائد عمليات الجزيرة، «انطلقت عملية تحرير المناطق الغربية من سيطرة تنظيم «داعش» في الأنبار». وتشارك في العملية قوات الجيش العراقي من الفرقة السابعة والشرطة المحلية وطوارئ شرطة الأنبار وأبناء العشائر المنضوون في الحشد الشعبي وبإسناد من طيران التحالف الدولي.
وأوضح المحمدي، أن «المناطق الغربية المستهدفة هي مدن عنه وراوه والقائم الواقعة على ضفة نهر الفرات».
ولم يتمكن «داعش» من الاستيلاء على بلدة حديثة عندما سيطر على اغلب مدن محافظة الأنبار في 2014 وهي معقل عشيرة قادت الحرب ضد المتطرفين. وتخوض القوات العراقية حاليا معارك شرسة ضد «داعش» لاستعادة الموصل، المعقل الرئيس الأخير للمتطرفين في العراق. وخسر التنظيم اكثر من نصف الأراضي التي استولى عليها في العراق، وخسارة الموصل ستعني نهاية دولة «الخلافة» التي أعلنها فيها في 2014.
بدوره، قال قائد العمليات المشتركة العراقي ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الأول الركن طالب شغاتي إن القوات العراقية استعادت نحو 70 % من شرق الموصل من أيدي مقاتلي «داعش» ومن المتوقع أن تصل إلى ضفة النهر الفاصل بين شطري المدينة في الأيام المقبلة.
من جانبه، قال الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، طارق الهاشمي، إنه عندما «سئل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، لماذا تقتل إيران الشيعة بتفجيراتها؟ فرد بالحديث عن المصلحة الأمنية لإيران (..) لا تفرق بين شيعة وسنة». وأضاف الهاشمي، في مقابلة مع قناة «العربية» أن «قيادات شيعية اتهمت إيران بإرسال سيارات مفخخة إلى مدينة الصدر لقتل فقراء الشيعة»، وأن الرئيس العراقي السابق جلال طالباني قال له «إن إيران وجهت مسلحين باستهداف الأمريكيين في المناطق السنية فقط». ويفسر الهاشمي ذلك برغبة إيران أن تكون هنالك نقمة تجاه «العرب السنة»، واستحداث مواجهة بينهم وبين القوات الأمريكية. وأشار إلى أن إيران هي «من فجرت مرقد العسكريين في سامراء»، وذلك لـ»إحداث فتنة طائفية». وأن الرئيس السابق للأركان في الجيش الأمريكي الجنرال، ويليام كيسي، قال إنه نقل إلى رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، الأدلة على تورط إيران في تفجير سامراء، لكنه لم يتخذ أي إجراء.