يعّد مجلس فضيلة الشيخ عبد الحسين بن الشيخ خلف آل عصفور، الذي يلتقي فيه الوجهاء والمثقفون وعامّة الناس من أبناء الطائفتين الكريمتين مساء كل خميس في منطقة العدليّة، بمعيّة مجلس أخيه، فضيلة الشيخ أحمد آل عصفور في قرية بوري، وكذلك مجلس الحاج عبد الرضا بن الشيخ سلمان آل عصفور في قرية الدراز، نقول يعدّ هذا المجلس امتداداً لمجلس الشيخ إبراهيم بن أحمد بن صالح آل عصفور المتوفّى سنة 1125 هـ، والذي كان أحد علماء البحرين المعروفين آنذاك، وأحد تجار اللؤلؤ، ومن أوائل رجالات العهد العلمي لعائلة آل عصفور؛ وكان المجلس مضافاً لكونه منتدى علمياً، وقبلةً للشخصيات الهامة، ومقصداً للفقراء والمساكين وأبناء السبيل في فترتي الظهيرة والمساء يومياً، حيث تُقدّم لهم فيه الولائم والأطعمة. وكان المقر الأصلي لمجلس آل عصفور في قرية الدراز ثم انتقل إلى الشاخورة في أيام سماحة العلامة الشيخ حسين آل عصفور، جدّ العائلة، وقد تحوّل المقرّ، بعد استشهاده، إلى مأتم، ولا يزال قائماً حتى اليوم ويُعرف باسمه. وفي فترةٍ لاحقةٍ، انتقل المجلس إلى المنامة في شارع الشيخ عبد الله قبل حوالي 70 عاماً في زمن الشيخ خلف الشيخ أحمد آل عصفور “طاب ثراه”، حيث سُمِّي الشارع الواقع فيه باسمه آنذاك، ثم اقتصر الاسم على الجزء الشرقي من الشارع، وحالياً يُطلق هذا الاسم على الشارع الممتّد من مستشفى الإرسالية الأمريكية شرقاً باتجاه منطقة العوضيّة، وتطل مدرسة الرجاء الخاصة عليه. ويتميّز المجلس باتساع قاعدة الشخصيات المتردِّدة عليه، حيث يحرص سعادة وزير العمل، الأستاذ جميل بن الشيخ محمد علي حميدان، على أن يكون في مقدمة الحاضرين أسبوعياً، وهو بالمناسبة ابن أخت فضيلة الشيخ عبد الحسين، كما يواظب على حضور المجلس، سماحة الشيخ محسن العصفور، ابن الشيخ عبد الحسين، وهو أحد الشخصيات الوطنية المتميِّزة بخطابها المعتدل والمؤثِّر إيجابياً في الساحة السياسية، ناهيك عن أبناء الشيخ وأحفاده، وكذلك أبناء الشيخ أحمد بن خلف آل عصفور. ويعدُّ المجلس ملتقى شعبياً يحتضن الآراء والتوجّهات السياسية الرصينة التي تحرص على تنمية الوحدة الوطنية، وتعزيز السلم الأهلي، والمساهمة في ترسيخ قيم التعايش السلمي والمودة والتسامح والإخاء بين المواطنين من أبناء المذهبين الكريمين!