ليلة أوروبية ساخنة سيعايشها عشاق كرة القدم العالمية، ليلة صاخبة بالإثارة والصراع على لعب الأدوار الأولى للتاهل لمنافسات الأدوار المتقدمة.. ليلة تقف فيها الفرق الأوربية العريقة أمام مسؤوليتها التاريخية في وجه الطامحين الجدد لاقتناص كأس أوربا وتغير دفة القوى الكروية من براثن الفرق الكبيرة مثلما فعلت الدنمارك فى العام 1992 عندما قلبت التوقعات رأساً على عقب وحققت انتصاراً مدوياً – تبعتها اليونان فى العام 2004 بقيادة مدرب مخضرم هو الألماني اوتو ريهاغل بأكبر مفاجأة في تاريخ النهائيات الأوروبية عندما قاد فريقه إلى إحراز اللقب القاري وسط صدمة الجميع.
جميع الفرق العريقة وفى مقدمتها الفريق الألمانى صاحب البطولات الثلاث ستقف أمام مسؤولية تاريخية للحفاظ على الكأس الأوروبية في وجه الغزاة الجدد والتي يتقدمهم الفريق البولندى المستضيف – والفرق الأخرى أوكرانيا – اليونان - إيرلندا – السويد - كرواتيا. وجميع هذه الفرق تمتلك العديد من الأعذار إذا ما جانبها التوفيق على عكس الكثير من الفرق الكبيرة التى تقف أمام التحدي الأقوى فى هذه البطولة وهي تواجه فرق طامحه تمتلك العديد من عناصر الإطاحة بأقوى الفرق العالمية ونيل اللقب (إذا ما جانبها بعض التوفيق).
الفريق الإسبانى حامل اللقب يقف على رأس المرشحين للفوز بالكأس، وهو الفريق الذى قهر الجميع فى النسخة الماضية واضعاً بذلك حداً لصيام عن الألقاب الكبيرة على مدى 44 عاماً بإحراز اللقب الأوربي للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1964 إثر تغلبه على ألمانيا في المباراة النهائية بهدف سجله فرناندو توريس، وهو مطالب من قبل جماهيره بالمحافظة على الكأس، وإكمال المهمة على أفضل وجه.
الفريق الألماني القوي كان ولا يزال ضمن المرشحين للبطولة أينما حل، بالرغم من أن القرعة وضعته في مجموعة حديدية قد تستنفد من قواه الكثير قبل الأدوار المتقدمة، لكنه مطالب بإعادة. ألمانيا والبرتغال تنتظران اختباراً جاداً غداً، وإسبانيا وإيطاليا سيلعبان مبارات قد تكون نهائي مب هيبته التي كانت قد فقدها منذ 16 عاماً عندما حقق اللقب الأخير فى المبارة التى أقيمت فى ملعب ويمبلي في لندن .
عموماً .. الجميع بانتظار صافرة البداية .. وصافرة البداية لن تقتصر على اليوم الأول فحسب، بل ستمتد لأربعة أيام متتالية، حيث الظهور الأول لكل المنتخبات في هذا المحفل الاوربكرة جداً، فى حين سيكون الإنجليز على موعد مع مواجهة من العيار الثقيل أمام الديوك الفرنسية .. وجميع تلك الفرق يتوجب عليها أن تظهر للعالم بوجهها الحقيقي منذ صافرة البداية. فكرة اليوم لم تعد كما كانت بالأمس، وكلام الورق سيمحى إن لم تتألق الأقدام.