في ظل التطور الهائل في مجال الاتصالات الإلكترونية ظهرت دراسات عديدة تحلل مدى تفاعل الإنسان مع هذا الكم الهائل من المعلومات والتواصل الإلكتروني، فمدى تفاعلنا مع هذه الوسائل قد يترجم في أحيان كثيرة لأمور أكثر عمقاً مما هو ظاهر للعيان، فالرد على الرسائل الإلكترونية سواء المستقبلة من البريد الإلكتروني أو من الهواتف الذكية، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي قد تظهر لنا جانبين، إما أن الفرد اجتماعي بطبعة ويستمتع بالتواصل مع الأشخاص الآخرين أو هو في حقيقة الأمر فرد يعاني من ضغوط وتوترات في حياته الواقعية أو أنه ذو شخصية مندفعة.
وقد قسم الأفراد المستخدمون لثلاث فئات من خلال طريقة ردهم على تلك الرسائل فمنهم المسترخون والمندفعون والمجهدون، واعتبرت أن النساء يشعرن بضغط أشد من الرجال في ضرورة الرد السريع على الرسائل.
وكشفت دراسة نفسية جديدة، أجريت عام2011م، بأن الشخص يحتاج إلى 64 ثانية كي يستعيد قدرته على التفكير فيما كان يفعله قبل أن ترد إليه رسالة إلكترونية. وهذا يعني أن الأشخاص الذين يفحصون رسائل البريد الخاصة بهم كل خمس دقائق يضيعون يوم عمل كامل أو حوالي 8.5 ساعة في الأسبوع كوقت تتأقلم فيه عقولهم مرة أخرى مع ما كانوا يعملونه قبل ورود الرسائل إليهم.
كما كان شيئاً مدهشاً كشفته الدراسة أن معظم الأشخاص كانوا سلبيين ومتشائمين من طبيعة الرسائل الإلكترونية التي تصلهم ويتوقعون منها الأسوأ كما كانوا أيضاً مصابين بدرجة من القلق بشأنها.
إن مدى تفاؤلنا وتشاؤمنا يرجع في المقام الأول إلى مدى توقعنا للأحداث القادمة خاصة إذا كنا قد مررنا في السابق بأحداث مجهولة وصادمة لم نكن نتوقعها، إن ارتباط حياتنا بوسائل التكنولوجيا وتعلقنا في كثير من الأحيان المرضي بها يعكس كل هذا.
واكتساب التفاؤل ليس أمراً سهلاً، ذلك لأنها مهارة تحتاج إلى تدريب ممارسة ومجهود ليس بالقليل، ولكنها تكتسب بالصبر. فالتشاؤم ليس قدراً بل هو حالة مزاجية، أحياناً يواجه الإنسان مشكلات حقيقية تحتاج إلى تفكير عميق وحل فوري، ولكن في أحيان كثيرة تمر بالإنسان أيام قد يشعر فيها بالاكتئاب والإحباط بلا سبب، وهذا شعور مؤقت. إنها فكرة جيدة أن ينظر الإنسان في همومه ويتأكد منها: هل هي مجرد مزاج؟ أو هل هي مشكلة فعلية؟.
لؤلؤة: ابتسم دائماً.. فالابتسامة تجذب ابتسامة أخرى..