«وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ»، إنها سنة الله التي تعود بها الأيام كلما يعود وسط الأمة فرعون ليقتل الأبناء ويستحيي النساء، وها هي آيات الله تتحقق في هذا الزمان؛ فمن عويل النساء وبكاء الأطفال من العراق وسوريا يبزغ فجر الأمة المحمدية من جديد، ومن العراق؛ وسنظل نقول العراق ثم العراق، الذي قُتل أطفاله ونساؤه وشبابه ورجاله برحى حرب ومنذ 2003 وحتى اليوم، ولا زال شعب العراق يباد بيد الصفوي الإيراني الحاقد الذي اعتاد العيش على رائحة الدماء البشرية، إنه الصفوي المجرم الحاقد الذي ذبح أطفال ونساء الحولة والقبيرة، لأنه قد عرف أن نهايته ستكون من أمهات تلد أطفالاً وأطفالاً تشب أبطالاً، ويعرف تمام المعرفة أن الأمة المحمدية الحقة تولد من بطون نساء سوريا، لكنه لا يعلم عن سنن الله شيئأً ولا يعرف ما جاء في كتابه من إشارات وتبشيرات، لأنه لم يتفقه في حروفه ولم يفهم آياته ولم يفسر بيانه عندما يكون دينه خرافات وأمنيات وأماني رسمها له دجاله.
فشكراً يا خامنئي؛ لقد أعادت سكينك الحياة للأمة المستضعفة التي استعبدها نظام صفوي خرج من نفس الصلب الذي خرجت منه أنت وأعوانك؛ ألا وهو صلب هولاكو الجزار، شكراً يا خامنئي.. لقد أعادت سكينك إلى الأمة يقظتها فأيقظتها بعد سباتها وولدت فيها روح لا تقدر سكاكينك ولا مناشيرك ولا شبيحتك ولا مقتداك ولا مالكك الشيطان الساحر أن يصد هذه الروح التي ستقبرك وجيوشك في حفرة لا تخرج منها إلا يوم البعث، إنه عهد قطعه الله في كتابه أن يورث القوم الذين كان يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها.
فشكراً خامنئي.. لقد أعدت إلى الأمة زهوتها، ورفعت راية الجهاد الأولى التي غمرتها القرون، واليوم تحيا وتعود من عويل النساء وبكاء أطفال سوريا ومعها العراق.
إنه الخير الذي يولد من بطن الشر، إنها الأمة المحمدية التي أيقظتها سكاكين الغدر، ولولا هذه السكاكين والدماء التي سفكت لاستمرت الأمة الحقة في غفلتها، إنه التوجيه الرباني لعباده حين تضيق بهم الدنيا ويتسلط عليهم الأشرار، فيبشرهم بالخير عندما يشتد الشر (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ)، وأنه بالفعل لخير فعندما ترتفع أرواح الأطفال والنساء إلى ربها، ينشر الله رحمته وبركاته على الأرض المباركة التي طيبتها أرواحهم التي لم يلتفت إلى بكائها ولا استغاثتها الغول الصفوي، فيولد الله في قلب رجال هذه الأمة روح الجهاد التي نحس زمجرتها في صدور رجالنا وأبنائنا، عندما نقرأ تغريداتهم التي تحث على الجهاد وتنتظر صيحته، ليرى خامنئي ماذا فعلت سكاكينه في القلوب.
وإن كثرت المذابح وإن تعددت المجازر؛ فلن تزيد هذه الأمة إلا قوةً وإصراراً وإيماناً، فإنه السر الذي يجهله خامنئي ولا يعرف عنه أوباما الأمريكي، اللذان يظنان أنهما قد أحسنا صنعاً عندما يتركان سكاكين مقتدى وبشار تضرب رقاب أطفال ونساء ورجال سوريا والعراق، بل هو خير، خير يصفق بين جناحيه الشر ليحرق أعداءه.
فشكراً خامنئي على سكاكينك.. شكراً أوباما على سكوتك.. فقد أيقظتما روح الجهاد الذي وعد الله به هذه الأمة «يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»..
نعم لن يطفأ نور الله، وها هي سوريا اليوم تهب ليتم الله نوره على أيدي رجالها الأبطال أحفاد الصحابة الكرام.