أعلن منتدى حوار التّعاون الآسيويّ (ACD) هذا اليوم (الثّلاثاء، الموافق 26 نوفمبر 2013م) عن اختيار العاصمة البحرينيّة المنامة مدينةً للسّياحة الآسيويّة للعام 2014م بموافقة كافّة أعضاء الدّول المشاركة والتي يبلغ عددها 33 دولة، وذلك إثر المقترح الذي تقدّمت به معالي وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة صباح أمس في افتتاح المؤتمر، والذي دعت من خلاله الدّول الأعضاء في هذا التّكتّل الإقليميّ وصُنّاع القرار والشّخصيات المشاركة من مختلف دول آسيا لترشيح العاصمة المنامة نظرًا لتكوينها الحضاريّ والتّاريخيّ وتجربتيها الأخيرتين كعاصمة عربيّة للثّقافة والسّياحة في العامين 2013م و2014م، واشتغالها المستمرّ في المشاريع الثّقافيّة والفكريّة والتّراثيّة على مستوى الوطن العربيّ والعالم.
وبمناسبة هذا الاختيار، صرّحت معالي وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة بالقول: (المنامة تنجز هويّتها وذاتها، فالحيّز الجغرافيّ الصّغير لم يكن محيطَ أحلامها، بل كانت تعيش أسطورتها كمرفأ للكون دائمًا. نحن الآن بصدد مشاريع قارّة بأكملها، بكلّ أوطانها وتفاصيلها وناسها وشعوبها، نبحث من خلالها عن لغات التّخاطب والتّواصل الإنسانيّ). وأكّدت: (اختيرت المنامة لأنّها فعلاً تستحق، فهي منذ عمرها الأوّل وحتّى الآن تتّصل بالإنسانيّات وتجسّد تعايش مختلف الفئات والانتماءات. صنعت من الأسطورة حقيقة ويمكن لأيّ أحد أن يلحظ التّعايش والتّسامح والانسجام الذي تعيشه، كما حقّقت على مدى السّنوات الأخيرة العديد من الإنجازات والاستثمارات التي كانت بهدف تشكيل بنية تحتيّة أساسيّة تشيع الفكر والجمال والإنسانيّة).
ذات المؤهّلات والمتداخلات الثّقافيّة والتّراثيّة أشارت إليها معاليها في الاقتراح الذي تقدّمت به يوم أمس خلال الاجتماع الوزاريّ الثّاني عشر لمنتدى حوار التّعاون الآسيويّ، مؤكّدةً أنّ مثل هذا الحدث من شأنه أن يعمّق الصّلات ما بين أوطان القارّة الأمّ، وأنّ المدينة المختارة سيكون لها دورٌ هامٌّ في صياغة جسور ما بينها. وأوضحت أنّ المنامة باعتبارها (مدينة حصدت الاعتراف العالميّ بمنجزاتها خلال السّنتين المنصرمتين، إذ اختيرت في العديد من المحافل الدّوليّة نموذجًا عربيًّا فريدًا باعتبارها مصدرًا للحراك الثّقافيّ والفكريّ في المنطقة، كما أصبحت، بفضل المركز الإقليميّ العربيّ للتّراث العالميّ الذي تحتضنه، ملتقى عربيًّا ونقطة تلاقٍ لكافّة الأقطار العربيّة). وبيّنت في حديثها أنّها المرّة الأولى منذ بداية حوار التّعاون في العام 2002م التي ينعقد فيها اجتماعٌ وزاريٌّ لحوار التّعاون الآسيويّ في دولة عربيّة من بين الدّول السّت العربيّة الأعضاء، وأنّ مملكة البحرين إحدى الدّول المؤسّسة لهذا الحوار والرّئيس الحاليّ له، وهي تطمح لإنجاز هذه المدينة السّياحيّة الآسيويّة، خصوصًا وأن تجربة المنامة شهدت عامين للثّقافة والسّياحة في العامين 2013م و2014م تِباعًا وأنّها (استطاعت أن تخلقَ حراكًا ثقافيًّا سياحيًّا مستدامًا، وذلك من خلال استراتيجيّة أسّست لفعاليّات ثقافيّة وسياحيّة ترويجيّة مستمرّة طوال السّنة، بإنشائها بنية تحتيّة تعمل على جذب السّائح عبر إحياء احتفالات مختلفة ترتبط بأماكن ومناسبات، بالإضافة للتّطوير الفعليّ للسّياحة عبر أسس علميّة). حيث كانت تلكَ التّجارب والاشتغالات متنوّعة في مضمونها ما بين التّراث والتّاريخ من خلال المتاحف وكذلك التّأسيس لقاعدة ثقافيّة حداثيّة وعالميّة كما حدث مع مسرح البحرين الوطنيّ، الأمر الذي يحقّق موازنة حقيقيّة ما بين الثّقافة والسّياحة.
وأوضحت معالي وزيرة الثّقافة التزام العاصمة البحرينيّة المنامة بتقديم برنامج شامل خلال شهر ديسمبر لسنةٍ مدينة السّياحة الآسيويّة، إذ أنّ تبنّي مملكة البحرين لفكرة إطلاق لقب "مدينة السّياحة الآسيويّة" للتّداول فيما بين الدّول الأعضاء بحوار التّعاون الآسيويّ جاءت إيمانًا منها بأهميّة تفعيل قطاع السّياحة كرافدٍ مهمٍّ لاقتصادات دولنا ولتعزيز التّبادل الثّقافيّ فيما بينها.