«كانت هناك تحذيرات شديدة على بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) مع وجود مشكلة حقيقية تتعلق بالعنصرية على حد سواء المرئية والمسموعة، وبالنسبة لي فإن الاتحاد الأوروبي لم يتم التعامل مع هذه المسألة كما يجب». هذا ما بدأ به الكاتب بصحيفة «تيلغراف» ولاعب كرة القدم بمنتخب أيرلندا ونادي ساوثامبتون سابقا نيل كوين في عموده المنشور عدد الأمس عندما تحدث عن العنصرية وإلقاء اللوم على رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني الذي لم يتمكن من فهم مشكلة العنصرية مؤخراً. وإليكم ما جاء في عمود الكاتب.
« لقد أصبت بخيبة أمل من مقترح رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني في وقت سابق من هذا الأسبوع، حينما قال بأنه «سيتم معاقبة اللاعبين الذين سيشاركون في احتجاجات ضد العنصرية خارج الملعب وذلك خلال البطولة الأوروبية، حينها لم أستطع أصدق ما سمعت! هذا خطأ، لقد توقعت منه أفضل مما قاله هو شخصياً ومن المنظمة التي يديرها. لقد كانت لديه الفرصة لأخذ زمام المبادرة لمكافحة العنصرية وإعطاء تحذير واضح للشعب في الدول المستضيفة للبطولة الأوروبية في هذا الخصوص، ولكنه للأسف فشل في القيام بذلك». « من الواضح أنه لاعب سابق نسى كيف يكون حال اللاعب في مثل هذا النوع من الوضع. كان يجب القضاء على (شبح العنصرية) من النقطة العليا في هذه البطولة. كان ينبغي أن يؤخذ زمام المبادرة وجعلها واضحة لشعب بولندا وأوكرانيا أنه من غير المقبول التطرق للعنصرية. وبدلاً من ذلك، فقد قرر بلاتيني تهديد اللاعبين بالمشاركة في مكافحة العنصرية!؟ وبدلاً من إصدار بيان واضح وشديد اللهجة يدين انتهاكات العنصرية ومحذراً من الأضرار التي يمكن أن تترتب عليها خلال هذه البطولة، قرر بلاتيني التحدث عن حجز ومعاقبة اللاعبين الذين يتركون أرضية الملعب واتخاذ موقفاً جاداً لمحاربة العنصرية! هذه ليست طريقة ليتم التعامل مع الوضع، وإنما هي طريقة لإنكار وجودها أساساً!».
« ينبغي عليهم دعم اللاعبين إذا كانوا يريدون اتخاذ موقفا ضد العنصرية، وليس إشهار البطاقة الصفراء وإصدار غرامة ضدهم، فلدينا على سبيل المثال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سيب بلاتر الذي خرج لنا بأمور عن العنصرية في الموسم الماضي، فكان يتحدث عن لاعبين يصافحون مع شخص في نهاية كل مباراة، حتى لو تعرضوا للاعتداء العنصري، والتي كانت بعيدة كل البعد عن الواقع! وبالتالي فإن هذه هي فرصة الاتحاد الأوروبي وخصوصاً ميشيل بلاتيني لفرض سلطة أفضل بكثير في هذه القضية، فبلاتيني بطبيعة الحال هو خليفة بلاتر، ولكنه حتى الآن خيّب آمالي شخصياً».
« أعتقد أنه كان يتوجب على الاتحاد الأوروبي على أقل تقدير اعتراف أن هناك إهانات عنصرية خلال الحصص التدريبية للمنتخب الهولندي، حينها ستكون خطوة إيجابية نحو الاتجاه الصحيح، وأن يظهروا بأنهم سيصدرون عقوبات في حال تكرار هذا الأمر. الوضع جد خطير، وآمل أن يدرك بلاتيني ذلك وأن يفعل الشيء الصحيح الآن. أنه شيء مخزي لأن هناك أناس طيبون هناك يريدون فقط الاستمتاع بكرة القدم، كان هناك 30 ألف متفرج خلال تلك الحصة التدريبية وهذا غير اعتيادي، ومن خلال جميع البطولات التي كنت متواجداً فيها لم أرى قط أي شيء من هذا القبيل. للأسف هؤلاء هم الأقلية الذي يتصدرون كل العناوين في الصحف».
« بلاتيني بحاجة إلى مجاملة هؤلاء المشجعين الذي أبدوا مثل هذه العاطفة نحو البطولة، في المقابل يجب أن يكون صارماً على بعض الأغبياء الذي يعرّضون البطولة للخطر مع البقية. الغالبية العظمى من الناس في أوكرانيا وبولندا هم طيبون ويرحبون بالجميع، ولكن بعد بداية البطولة فإن جنون وسائل الإعلام المكتوبة قد بدأ وتم تسليط الضوء على مشكلة العنصرية، ولكن الاتحاد الأوروبي كان حساس جداً حول هذا الموضوع لبعض الوقت الآن».
« هذه بطولة تحتوي على التألق والإثارة الحقيقيين، ولكن هناك روايات مؤخراً تخرج من تلك البلاد حول العنصرية، وما حدث في الحصص التدريبية للمنتخب الهولندي مع تعرض بعض لاعبي المنتخب للاعتداءات العنصرية، وقد يضع ذلك عراقيل كثيرة في البطولة، ويجب على الاتحاد الأوروبي أن يدرك ذلك تماماً. آمل فقط أن ما سمعه المنتخب الهولندي وموجة الغضب والاستياء من اللاعبين جراء تلك الاعتداءات العنصرية ما هي إلا حادثة فردية واحدة فقط. وفي الوقت الحالي فإن هذا الأمر مصدر قلق كبير في البطولة».
« لقد تلقى المنتخب الأيرلندي استقبالاً حاراً من قبل السكان المحليين، ولكن ما حصل مع المنتخب الهولندي سبب قلقاً واضحاً وقد يعكر صفو الأمور. أنه أمر بالفعل محزن لأنه عندما ننظر إلى الطريقة التي تم فيها استقبال المنتخب الأيرلندي مع وجود الكثير من الناس حول لاعبي المنتخب مع الألوان الأيرلندية، فإنك تحصل على نكهة خاصة في بطولة الأمم الأوروبية التي ينبغي أن تكون رفيعة المستوى وإيجابية».
« ترجمة – رائد أيوب»
{{ article.visit_count }}