الكرة عملة فنية واحدة لها وجهان “تكتيك و تكنيك” لا يتجزأ أحدهما عن الآخر، و كما انتصرت اليونان 2004 على الجميع بفضل “الكاتاناتشيو”، ردت عليها الكرة الشاملة عندما كافأت الإسبان بكأس البطولة. المصطلحان متضادان، فالأول هو اللون الإيطالي الدفاعي والآخر الهولندي الهجومي، و إن دل ذلك على التنوع الذي تتعاطاه البطولة عاماً يتلوه الآخر بضم عدة تلاوين وأطياف كروية فكرية، من الشرق حيث روسيا حتى غربها في شبه الجزيرة الآيبيرية. ما بين مهارات اللاعبين وعبقرية المدربين هنالك خيط رفيع، بإمكانه أن يفرض الفارق ليس أن يصنعه فقط، ولنأخذ من التجربة الهولندية التي اتخذها الاتحاد الروسي حجر أساس مثالاً؛ فلم تكن روسيا لتصل لهذا المستوى الفني دون خلق البيئة المناسبة، أولاً فرض الأسلوب الهولندي على البيئة الروسية التي خلقها السندباد هيدينك الذي كان أثره في اللاعبين كبيراً، إلى أن وصل أدفوكات وعمل ليصل بالمنتخب بعيداً بتطوير الجانب البدني. ولمن شاهد لقاءهم مع التشيك سيشاهد الفروقات؛ تمريرات قصيرة و لعب منوع خليط بالقوة البدنية بأجمل وأبسط شكل ممكن. أصبحت متيقناً من قوة ما ستأتي به لقاءات هذا اليورو، بحضور ألمانيا بفكر ولاعبين متجددين دائماً وكعادة كل بطولة يدخل الألمان بجيل مرن يتمكن من تطبيق كل الأساليب وبكلا الوضعين الهجومي و الدفاعي، إسبانيا سوف تدخل بضغط إعلامي كبير وهذا ما سيؤثر سلباً على عمل ديل بوسكي. فأغلب اللاعبين يعانون من إجهاد الموسم و بطولاته الطويلة، هولندا سيكون المنتخب الذي يملك أكثر حلولاً هجومية بالبطولة، وسيدخل وكله تعطش بعد إخفاق نهائي كأس العالم الأخير. البطولة لن تخرج من وفاض شخصية البطل التي تتضمن الأقطاب الثلاثة التي ذكرتها أعلاه، وإذا خرجت من تلك المنتخبات فستكون مفاجأة كبرى مقارنة بهوية وإمكانات تلك الفرق، المنتظر كل المنتظر منها بطولة تاريخية كعادة كل يورو، سنشاهد فيها منتخباً عظيماً ونجوماً كبار وسيسطع بها نجم اللاعب الصاعد، كلها أحداث نحن سنكون تحت لهيب إثارتها، لنستمتع !