هناك بعض مباريات كرة القدم تبقى في الذاكرة لفترة طويلة وذلك بعد صافرة النهاية، ولاتزال هزائم انجلترا أمام فرنسا والبرتغال عالقة في ذهني!.
بظني مباريات كرة القدم أشبه بالوشم على الجسم، حيث تبقى معك إلى الأبد! ولعل مباراة انجلترا وفرنسا في يورو 2004 ستبقى بلاشك إلى الأبد. كل هذه السنوات التي مرت وكأنني أحمل على عاتقي مسؤولية الهزيمة، ولايزال الأمر مؤلماً بالنسبة لي.
لقد كانت تلك المباراة الأولى بالنسبة لي في بطولة عالمية، وكان عمري آنذاك 32 عاماً، حينها كنت أتساءل عما إذا كان يوماً سأمثِّل المنتخب في بطولة عالمية. ولن أنسى ذلك الشعور في إستاد دا لوز، عندما احتشد الآلاف من المشجعين الإنجليز في ذلك الإستاد وهم يهتفون لنا، الأمر كان رائعاً للغاية وكأننا نلعب على أرضنا وبين جماهيرنا.
ولا زلتُ أتذكر عندما كنا متقدمين 1-صفر حتى الدقيقة 89 أمام أبطال أوروبا والعالم، وكنا قريبين جداً من تحقيق انتصار هام، ولكن خلال ثلاثة دقائق مجنونة تغير كل شيء، حيث سجل زين الدين زيدان هدفين لفرنسا، وبدلاً من أنْ نكون قد هزمنا الأبطال، أضيفت تلك الهزيمة إلى كتاب الإحصائيات، لقد كان الأمر صعباً لتقبله.
لم أكن قادراً على مشاهدة المباراة منذ ذلك الحين، وذكرياتي مشوشة الآن، لا تزال هناك بعض اللحظات من المباراة عالقة في ذهني، حيث لا أزال أتذكر نفسي التقط الكرات العرضية الفرنسية، ولن أنسى لحظة وقوف زيدان عند نقطة ركلة الجزاء وهو يسدد الكرة في المرمى، وهدف لفرانك لامبارد في مرمى فرنسا، الذي وضعنا في المقدمة بالشوط الأول، وكدت أنسى أيضاً ركلة الجزاء الضائعة من ديفيد بيكهام في الدقيقة 73، ولن أنسى التمريرة الخاطئة الفظيعة التي مررها ستيفن جيرارد إلى الخلف، والتي تسببت في ركلة الجزاء. لقد تغير مزاجي تماماً تحديداً بعد ضياع بيكهام لركلة الجزاء، والذي وضعنا أمام 17 دقيقة متبقية للحفاظ على نتيجة التقدم 1-صفر، وبعد أنْ أحرز زيدان هدف التعادل، انجلترا فقدت سيطرتها كلياً.
على الرغم من هزيمتنا أمام فرنسا، إلا أننا تعاملنا مع الهزيمة بشكل جيد، وذهبنا لنحقق انتصارين على سويسرا وكرواتيا والمضيّ قدماً. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل من الأفضل أنْ تخسر المباراة الأولى أم الأخيرة في الدور الأول من البطولة؟ في بطولة 2004 هزمنا من فرنسا ولكننا استطعنا مواصلة المشوار.
في دور الثمانية واجهنا البرتغال، وكالعادة انتهى الأمر بنا إلى ركلات الترجيح، ولن أنسى أبداً انتظاري لتلك الركلات، ولكننا هزمنا وخرجنا من البطولة. ولم أدرك تماماً مقدار أهمية البطولة ومدى أهميتها لانجلترا حتى عودتي للديار، عندما رأيت أعلام انجلترا مرفوعة في الشوارع المؤدية إلى دياري. لذا أتطلع الآن لاكتساب الخبرة والتوجه إلى يورو 2012، والتي تعد أول بطولة لي كمتفرج انجليزي!
ترجمة رائد أيوب