والله.. إن شهادتك يا ظفيري شرف لجماهير الفاتح؛ بل لهذه الأمة الحق التي خرج منها الظفيري، فقد أثبتت شهادتك يا أحمد أن ما رددته وجماهير الفاتح بأن أرواحكم فداء في سبيل الله ليس نشيداً ولا دعاية بل هو هتاف صادق كأهله، وها أنت يا ظفيري تنزل إلى الموت عندما أيقنت نفسك أن إزاحة الأذى عن الطريق هو درب من دروب الطاعة لله ورسوله، فكيف إذا كان هذا الأذى هو الموت الذي يزرعه اللئام الذي تعني حريتهم الثأر وسفك الدماء، إنها المليشيات الصفوية ذراع لميلشيات فرق الموت في العراق وشبيحة بشار في سوريا والجمهور الثوري الإيراني ومليشيات حزب الله؛ الذين اتفقوا جميعاً على إبادة الحق. فالشهيد أحمد الظفيري -بإذن الله- لا تختلف مكانته في الجنة عن السابقين الذين تسابقوا إلى الشهادة في سبيل الله، وهو من أولئك الذين اشتاقت أرواحهم إلى الشهادة على أن يرى النصر بعينيه، وها هي الأمثال تضرب في أمة الحق منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يختار الله من عباده ليكونوا في الفردوس الأعلى من الجنة، ونروي هنا عن غزوة أحد وهي المعركة التي استشهد فيها الصحابي الجليل عبدالله بن حَرَام، وكان لهذا الصحابي ابن صالح اسمه جابر فرآه ذات يوم النبي صلى الله عليه وسلم حزيناً مهموماً بسبب موت أبيه في الغزوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “أفلا أُبشِّرُك بما لَقِيَ الله به أباك” فقال صلى الله عليه وسلم: “مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا (أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول) فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا (أي إلى الدنيا) لاَ يُرْجَعُونَ. قال: يا ربّ، فأبلِغْ مَن ورائي (يعني طلب من الله أن يبلغ المؤمنين بما ينتظر شُهداءهم من حياة النعيم في الآخرة)، فأنزل الله تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” فأنت يا ظفيري بإذن الله من الذين استبشر بقدومه الصحابي الجليل عبدالله بن حَرَام. إنها الشهادة التي لم يحتج صاحبها فبركة ولا إعلاماً من قنوات صديقة ولا شقيقة، إنها الشهادة التي لم تصطنعها جماهير الفاتح ولم يؤلفوا فيها قصصاً ولم ترويها مآتم ولم ترثيها بكائيات، إنها الشهادة التي أعطاها الله عبداً من عباده الصالحين، ففاضت روحه دون إثم اقترفه أو مواجهات لمبادئ بشرية أو حقوق إنسانية أو دعوة لحرية وديمقراطية، ولم يكن مدفوع الأجر ولا مشحوناً بحقد في الصدر، ولم يرفع آلة حادة ولا سلاحاً مبتكراً ولم يرم فتيلاً مشتعلاً، بل ضحى بنفسه ليطفئ ناراً أشعلها أعداء الإنسانية، حين حرم كبيرهم على الناس أن يعيشوا بأمن وهددهم بسلاح الغدر الذي يرمون به عباد الله ثم يولون الأدبار، إنهم من قال الله عنهم في كتابه “لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُون”، إنها نفس الصفات التي يتصف بها الجبناء دعاة الحرية الذين يسمون أنفسهم الثوار الأحرار، وهم لا يعرفون للحرية معنى بل يعرفون العار والخزي حين يكون نضالهم وكفاحهم كذباً وزوراً. نعود إلى ساحة السياسة، لنعري أولئك الكذابين الذين ينشرون في صحفهم روايات الموت المفبرك، بأن استشهد فلان يبلغ من العمر 90 عاماً جراء استنشاقه مسيل الدموع، أو وقع فلان يبلغ من العمر 80 على عتبة بيته بسبب ملاحقة رجال الأمن له، فلم نر اسم الشهيد الظفيري حتى إعلاناً كباقي إعلانات الوفيات، بالطبع لن يذكر ولن يتلى فيه بيان على منبر ولا ندوة، وذلك لأن ثورتهم ثورة طائفية تقوم على الإبادة التي أفتت بها عندما أطلقت علانية فتوى الموت. ^ رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية نرفع إليكم شكوى ضد المدعو عيسى قاسم ومنظمة الوفاق التي أفتت مرجعيتها علناً بسحق شعب البحرين، وها هو الشهيد أحمد الظفيري ضحية من ضحايا هذه الفتوى، فنرجو إن كان لدولتكم مصداقية وأمانة وعدالة إدراج عيسى قاسم ومنظمة الوفاق ضمن المنظمات الإرهابية مثل حزب الله ومنظمة إيتا وغيرهم، وإلا فأنتم شركاء معهم في قتل أحمد الظفيري وغيره من مواطنين ووافدين من الذين قتلتهم المليشيات الإيرانية في البحرين.