لا أبالغ إن قلت أني كنت متشائماً بعد المباراة الأولى بين المحرق والوصل في البحرين، حتى أني قلت في نفسي، سوف أشاهد مباراة إسبانيا وإيطاليا ولن أشاهد مباراة المحرق، لكني لم أستطع.
فوجدت نفسي أنسى مباراة بحجم مباراة إسبانيا وإيطاليا وأشاهد مباراة المحرق منذ البداية، عشق المحرق لا يمكن أن يجعلنا نتناسى فريقنا حتى مع الهزيمة الكبيرة الأولى، من يحب المحرق سوف يبقى حتى يبلغ من العمر عتياً، يبحث عن أية مباراة لهذا النادي العريق، شيخ الأندية الخليجية أكان في كرة القدم أم السلة أم الطائرة.
وحده نادي المحرق من يرفع رأس البحرين على المستوى الخارجي في كرة القدم، وحده المحرق من يأتي بالبطولات الخارجية، وحده المحرق من كان ينافس خارجياً منذ بداية الثمانينيات، المحرق حقق المركز الثاني عربياً أمام الترجي التونسي، وحقق المركز الثاني آسيوياً أمام بيروزي الإيراني، كان غاب قوسين أو أدني من البطولة الخليجية، لكنه حققها مؤخراً، هذا هو المحرق هو من رفع رأس البحرين خارجياً وهو من جاء بالبطولات الخارجية حتى قبل أن يأتي بها المنتخب الوطني.
كنت حاضراً مباراة المحرق وفنجا العماني في نهائي كأس الخليجي في البحرين، غصة تلك المباراة ما زالت في فمي، أتذكرها جيداً، كان المحرق أقرب للفوز لولا ما فعله مدافع فنجا العماني بسلوك غير رياضي حين ضرب اللاعب إبراهيم عيسى في رأسه وتم إخراجه على نقاله، وكان هذا هدف فريق فنجا لوقف تحويلات إبراهيم عيسى إلى محمد صالح أو غيره من اللاعبين.
الحمد لله أن الفوز جاء أخيراً، الحمد لله على النتيجة، الحمد لله أن روح نادي المحرق مازالت حية وباقية، الحمد لله على الإنجازات الكروية التي تحققت أخيراً، بطولة الألعاب الرياضية، والبطولة العربية، للمنتخب الوطني، وأخيراً بطولة مجلس التعاون الخليجي للأندية الذي جاء بها المحرق.
ألف مبروك لعشاق المحرق، ألف مبروك لجلالة الملك المفدى ألف مبروك لسمو رئيس الوزراء، ألف مبروك لسمو ولي العهد وأنجاله الكرام، ألف مبروك للشيخ ناصر بن حمد والشيخ خالد بن حمد، ألف مبروك لقائد سفينة المحرق الشيخ أحمد بن علي آل خليفة حامل راية البحرين والمحرق قائد الإنجازات الخارجية والمحلية، ألف مبروك لكل أهل البحرين والمحرق، والله فرحتنا هذه المرة غير، فرحتنا كبيرة، كل من يرفع هامة البحرين عاليا يجب أن يكرم من الدولة.
أتمنى من جلالة الملك حفظه الله صاحب الأيادي البيضاء أن يكرم لاعبي المحرق ونادي المحرق أفضل تكريم مادي، النادي الوحيد الذي يجلب الإنجازات للبحرين في كرة القدم، في الحقيقة يستحق لاعبي المحرق أفضل تكريم على هذا الإنجاز الكبير، المحرق تستاهل التكريم من قادة البلد جميعهم.
في الحقيقة من يشاهد الدوري البحريني هذا الموسم لا يتوقع أن يحرز فريقا بحرينيا البطولة الخليجية، دوري (مأساة) بكل ما تحملة الكلمة من معني، دوري يشعرك أن في القرون الوسطى، من المستوى، والجمهور، والتحكيم، والتعليق، والتصوير التلفزيوني، والمحترفين المضروبين، تشعر أنك تشاهد مباراة لأناس لأول مرة يلعبون كرة قدم، وهذا كله في رقبة اتحاد الكرة واللجنة الأولمبية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، دوري كرة القدم بهذا المستوى وهذا الدعم المتواضع للأندية لا يبشر ببطولة خليجية قادمة، أنقذوا كرة القدم البحرينية من هذا الإهمال في الدعم وفي مستوى المسابقات ومستوى المكافآت للفائز، وبمثل هذه المنشآت المهمة البائسة الآيلة للسقوط.
لا أعرف كيف حقق نادي المحرق البطولة، وهذا حالنا، ومآسي كرة القدم لا تحصى في هذا البلد.
لا أود الإفراط في المآسي، أقول لأهل البحرين ألف مبروك إنجازات المحرق، ألف مبروك لعشاق نادي المحرق، يا من ترفعون رأس البحرين، (إذا ما جابها المحرق من اللي يجيبها عيل)..؟
لحظة تسلل
الحارس الشاب الصبور عبد الله الكعبي، أنت نجم بكل المقاييس، أنت رجل هذه البطولة، أنت من رفعت الرأس، أنت من تستحق أن تكون أساسيا منذ اليوم وصاعداً، أنت من ُظلم كثيراً بوضعه احتياطياً لسنوات، وأنت تستحق أن تكون أساسياً حتى في المنتخب الوطني، وكنت فقط تحتاج للثقة.
للسعدون ولإدارة المحرق أقول: أفضل تكريم للكعبي على جلبه البطولة أن يكون أساسياً في المحرق، هذا أقل تقدير للحارس العملاق الشاب عبد الله الكعبي.
^^ برغم البطولة إلا أن المحرق يحتاج إلى تعاقدات مع أجانب على مستوى عالٍ جدا، المحرق حقق البطولة الخليجية من دون ديغو، لذلك يحتاج المحرق إلى مهاجم كبير يملك تخليص المباراة، وهذا ما نتمناه من الإدارة.
^^ جمال أبرارو هذا اللاعب الذي صبر على حماقات المدرب رادان الذي أبعده عن المحرق وهو من أفضل المدافعين المهاجمين، هذا اللاعب لا يجب أن يغادر المحرق، فهو في أفضل حالاته، وقد أخطأت إدارة المحرق بسماع رأي رادن الذي أبعد أبرارو للبسيتين.
^^ إسماعيل عبد اللطيف هو أفضل صفقة للمحرق في السنوات الأخيرة، ينبغي الحفظ على إسماعيل إلا إذا جاءه عقد قوي يحقق عائد للاعب والنادي.
^^ خط وسط المحرق يمر بمرحلة الشيخوخة، وعلى إدارة النادي أن تفكر في تعاقدات محلية أو اللاعبين الشباب من قاعدة المحرق، لاعب خط الوسط يحتاج إلى لياقة بدنية قوية، ولو خسرنا البطولة كنا سنخسرها من خطي الوسط والدفاع، لذلك ينبغي التفكير كثيراً في تعاقدات الموسم القادم.
^^ المدرب الكابتن عيسى السعدون أحسنت صنعاً مع المحرق، لم تقصر في عملك، إلا أني أتحفظ على قرارات كثيرة تتخذها كوضع الحردان احتياطياً وهو أساسي بالمنتخب، أو على عدم الزج بالشباب، كما إن بعض التغييرات التي تجريها أتحفظ عليها من وجهة نظري الشخصية.
^^ تحية إلى كل لاعبي المحرق محمود عبد الرحمن وبقية اللاعبين المشخص وصالح عبد الحميد وحسين علي، وكل من ساهم في الفوز، تحية تقدير لكم جميها.
^^ لم أكن أود أن أشاهد ماردونا في هذا الحال، لولا أن الخصم هو المحرق، إلا أني لا أحب أن أشاهد ماردونا أسطورة الأساطير بالنسبة لي في هذا الحال.
في تقديري أن مارادونا هو الأسطورة الباقية دون منازع في كرة القدم، هذا في انتظار ان تكتمل اسطورة ميسي فكلاهما أرجنتينيان، وهذا يكفي.