لقب النسخة السابعة والعشرين لبطولة الأندية الخليجية الأبطال لكرة القدم الذي ظفر به الفريق الأول لكرة القدم بنادي المحرق له مذاق يختلف عن كل الألقاب الكروية العديدة التي حققها هذا النادي العريق عبر تاريخه الطويل على الصعيدين المحلي والخارجي. قبل حوالي أربع سنوات حقق المحرق بقيادة ابنه البار سلمان شريدة أول لقب خارجي للكرة البحرينية على مستوى الكبار عندما انتزع كأس بطولة الاتحاد الآسيوي من قلب العاصمة اللبنانية بيروت ليسعد البحرين بمختلف طوائفها ويحفر اسمه في سجل التاريخ بأحرف من ذهب. يومها سعدنا أيما سعادة وفرحنا أيما فرح لهذا الإنجاز الذي كسر حاجز النحس الذي ظل ملازماً للكرة البحرينية عشرات السنين. وبعد أربع سنوات من الإنجاز الآسيوي يعود الإخطبوط الأحمر وبقيادة وطنية جديدة يحمل رايتها هذه المرة المدرب الوطني عيسى السعدون -أحد أبناء القلعة الحمراء المخلصين الذين يشكلون الامتداد التدريبي المحرقاوي لأحمد بن سالمين وخليفة الزياني والأخوين راشد وسلمان شريدة- ليحقق إنجازاً خليجياً تاريخياً يفوق في حلاوته -وليس في حجمه- الإنجاز الآسيوي فهو لقب ولا كل الألقاب! نعم إنه لقب بمذاق مختلف ويكمن هذا الاختلاف في الظروف الصعبة والحسابات المعقدة التي وصلت درجة تعقيدها إلى ما يقترب من الاستحالة. فبعد الخسارة الثقيلة في لقاء الذهاب أمام الوصل الإماراتي على أرضنا وبين جماهيرنا بثلاثة أهداف لهدف واحد أصابنا جميعاً بخيبة أمل وسلمنا في غرار أنفسنا بأن اللقب الخليجي قد استقر في زعبيل! وهكذا بل وأكثر كانت أحاسيس ومشاعر الوصلاوية الذين احتفلوا باللقب بعد تلك الثلاثية مباشرة وكأنهم كانوا متأكدين من كسب جولة الإياب وأوهموا لاعبيهم وجماهيرهم بهذه الأحاسيس والمشاعر فاندفعت جماهيرهم بكثافة لتملأ مدرجات إستاد النادي الأصفر وتحولها إلى مسرح كرنفالي للاحتفال بالبطولة وإذا بهذا الحلم يتحول إلى سراب وينقلب السحر على الساحر ويسقط الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا أمام التلميذ الوطني المجتهد عيسى السعدون! لم يكن أشد المتفائلين يرشح المحرق للفوز بالثلاثة ومن ثم الفوز باللقب، ولكن هكذا فعلها المحرق الذي تحول من حمل وديع بمدينة عيسى إلى ذئب مفترس في زعبيل خلط أوراق مارادونا وبعثرها ومعها تبعثرت كل حسابات لاعبي الكتيبة الصفراء بل إن البعض منهم خرج عن طوره ولجأ لأساليب دنيا أدت به إلى المدرجات وفتحت الطريق أمام عنفوان وإصرار وعزيمة أفراد الكتيبة الحمراء الذين صالوا وجالوا في أرجاء الملعب كيفما شاؤوا ولاحت لهم فرص حسم المباراة في وقتها الأصلي ولكنهم أوصلوها إلى المحطة الأصعب لتزداد حلاوة اللقب وتزداد معها معاناة أولئك الذين لم يعيروا للشوط الثاني من النهائي أية أهمية واحتفلوا باللقب قبل أن يمسكوا به ليبقى احتفالهم مجرد وهم بينما مازالت الاحتفالات الحقيقية تملأ سماء البحرين. ألف مبروك للمحرق فأنتم أهل البطولات وأنتم أهل الإنجازات ولكم ترفع القبعات. [email protected]