حقيقة نشكر كل الأصدقاء الساعين لمساعدتنا؛ ومنها المساعدة البريطانية الأخيرة المتمثلة في زيارة وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط. البحرين بحاجة لأصدقائها وقت الشدة و لبريطانيا تجربة في مجال الصراعات و مواجهة العنف التي كانت نهايتها المصالحة، وهي خبرة عريقة ومازالت طازجة إلى حد ما. بل إنني أول من أشار إلى وجه التشابه بيننا، حين ذكرنا أصدقاءنا البريطانيين بأن مارجريت تاتشر قالت كلمتها الشهيرة “بأننا لن نكافئ الإرهاب”، أي أن بريطانيا لم تخضع للابتزاز وتجلس على طاولة الحوار إلا بعد أن تخلى الطرف الآخر عن العنف، ونحن لا نطلب أن نكون أكثر من البريطانيين ولكننا لا نقبل أن نكون أقل. فلذلك إذا كانت هناك الوجوه التي جلستم معها من الوفاق جادة بالفعل في الدخول في الحوار مع بقية أطياف الشعب البحريني مثلما صرحوا لكم، ومثل ما قالوا لكم في الغرف المغلقة؛ فإن المطلوب أن يرى الشعب البحريني ملامح لجدية هذه الرغبة، ولا خطوة إلا مقابل خطوة. فليست جدية السلطة في تنفيذ توصيات لجنة بسيوني هي المطلوبة، بل أن الجدية مطلوبة من الطرف الآخر ولا يهمنا أن تطلبها السلطة أو لا، إنما هي مطلب شعبي يحتاجه أي طرف يقبل بالحوار مع الوفاق بما فيهم من بادر بإطلاق مبادرة الحوار كالشيخ عبداللطيف المحمود وتعرض للهجوم والقدح والذم والرفض من أطراف عديدة ترى في الوفاق الآن عدواً أزلياً لأنها هي التي لم تترك باباً للحوار إلا وأغلقته. لذلك فإن المطلوب الآن لمساعدة من تحمل بشجاعة إطلاق المبادرة، المبادرة ان تكون هناك ما يقابلها وجوه وفاقية تحمل ذات القدر من الشجاعة لتنحية المتشددين والأخذ بزمام المبادرة ولا أقل من الانفصال والتبرؤ من بقية مكونات الائتلاف في الوفاق الذين يصرون على إبقاء ورقة الإرهاب والعنف في الشارع سواء كانوا داخل البحرين أو خارجها. ليس أقل من الإعلان صراحة بلا كلمات تبحث عنها بين الثنايا أنها تتبرأ من جرائم العنف التي حصلت وتنبذها. على هذه الوجوه الجادة أن تمتلك الجرأة ولا تتحدث عن نبذ العنف بين السطور وتختبئ خلف العبايات وتتلعثم حين تواجه جمهورها، أو تغرقه في مزيد من الوهم بتصعيد لغة الخطاب وتتهدد وتتوعد وتزبد وترعد، كما فعل علي سلمان في كلمته الأخيرة، وحين تجتمع معكم تظهر لكم الوجه الوديع البريء الراغب فعلاً بالمصالحة وتدين العنف و بشدة داخل الغرف المغلقة!! اسمعوا لخطاب علي سلمان الأخير إنه تصعيد وتهديد ووعيد وإنكار أن يكون هناك عنف أو طائفية أو لإيران دخل في القضية، وكلها أمور يراها الطرف الآخر كرابعة النهار، فليس هناك سني واحد بين الحضور، والأخ يقول لا طائفية، والعنف رآه العالم كله وذهب ضحيته بشر والأخ يقول لجمهوره (سلميتكم أبهرت العالم)، وإيران تقول البحرين هي المحافظة رقم كذا وتحدد لهم المسيرات في اليوم كذا وكل المراجع الدينية التي تسيطر على الفضائيات أصولها كلها إيرانية لم تبق ولم تذر على البحرين وقادت الحراك عبر الشاشات، والأخ يبيّض صفحة إيران ويقول إيران لا دخل لها، فهل هذا موقف من يريد حوار مع الأطراف الأخرى؟! الإدانة لا يحتاج ان يسمعها البريطاني أو الأمريكي، الإدانة ينتظرها الشعب البحريني، لأن كثيراً من البحرينيين بدأ يصرح أنه تجاوز رغبة السماع منكم وأقفل الباب دونكم، فإذا كانت هذه الوجوه تحتاج أن تجري بورقة جدية السلطة حتى تغري جمهورها بالحوار، فإن دعاة الحوار من الأطراف الأخرى بحاجة لورقة جدية الوفاق حتى يغروا بقية الشعب البحريني بقبول مبدأ الحوار معكم، فلا خطوة إلا مقابل خطوة. فها هو الشيخ عبداللطيف المحمود تحامل على نفسه وأعلن عن مبادرته، فهل ردت الوفاق التحية؟ ^ الخلاصة.. أصدقاؤنا من البريطانيين ومن الأمريكيين الذي يسعون لوجود مخرج، نحن نحلم و إياكم بعودة المياه لمجاريها، نحلم ببحرين موحدة، نحلم بتجاوز الأزمة، نرغب أن نرى فرحة البحرين مكتملة ونتمنى أن نزيل وإياكم كل عصى تعيق دوران العجلة، إنما.. كلموا أصدقاءكم أولاً وبينوا لهم ما هي الخطوة المطلوبة منهم بشكل تفصيلي على أن يوحدوا الخطاب بينكم وبين جمهورهم وبين الأطراف الأخرى وأن يملكوا جرأة مواجهة الأطراف المتشددة بينهم.