لا أعرف ما السر وراء تزامن تصريحات الرجل الفاضل وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد حول الحوار مع خطبة الشيخ الفاضل عبداللطيف المحمود، التزامن في وقت واحد أمر محير، كل شخص يقرأ هذا التزامن بتحليله الشخصي.
لكني لدي عتب على الشيخ خالد بن أحمد فقد قال: “إن هناك توافقاً كبيراً في البحرين حول الحوار”.
ولا أعلم من أين جاء هذا التوافق، وكيف قاس هذا التوافق وكيف علم به.
الذي أعرفه أن كثيراً من جماهير أبناء البحرين يرفضون الحوار مع القتلة والإرهابيين والمحرضين على طاولة الحوار من أجل أن تقدم لهم الدولة تنازلات تعجل بالانقلاب عليها انقلاباً كبيراً وأخيراً.
يمكن لوزير الخارجية وهو ناشط على شبكة التواصل الاجتماعي أن يقيس حجم “التوافق” بسؤال الناس في البحرين، وسيعرف الرد ويعرف حجم “التوافق”.
لم تنته الدولة البحرينية من ارتكاب أخطاء مكلفة واستراتيجية فمن أوصلنا لمرحلة الدوار هي الدولة، ومن مهد للإضراب المدني في الدولة، هي الدولة ذاتها حين سلمت الوزارات والشركات والبنوك والتجارة والمقاولات لمن قال في الدوار “انتهت الزيارة.. ارجعوا للزبارة”..!!
مازالت الدولة البحرينية تسير في طريق تسليم رقبتها بنفسها، واليوم عبر مقايضة وقف الإرهاب بالحوار والتنازلات، وما يسمى بالحوار، نعطيكم ما تريدون في الحوار، من أجل أن تتكرم علينا الوفاق بوقف الإرهاب الذي ترعاه وتدعمه وتموله، إنها أقبح أفعال الدولة البحرينية حين تذعن للإرهاب، وتخضع له، وكأنها تقول لا نتنازل لأي أحد إلا بالإرهاب وحرق البلد!!
في هذا التوقيت تبدلت لغة الوفاق وأتباعها، من كلمات ارحلوا، ويسقط، وأعلام إيران وصور رموز إيران، وحزب الله، إلى الحوار والمصالحة.
أي كذب هذا، أي دجل، أي نفاق، أي تقية سياسية، ما هي القدرة الرهيبة على تغيير الجلد -وهذا تفعله الأفعى- حتى وإن تصالحت الدولة والوفاق وهذا منتظر، لن يجبرنا أحد على تقبيل يد من طعننا في الظهر، ومن غدر بنا، لن يجبرنا أحد على أن نكون سذجاً إلى هذه الدرجة، أن نقول لمن تسبب في كل الكوارث والقتل والحرق والطائفية أن نتحاور معه ونسامحه، والله لن نسامح، ولسنا سذجاً حتى نقبل يد من يطعننا في الظهر.
للدولة قراراتها هذا شأنها، لكننا نملك عقلاً وإحساساً وطنياً ونملك أن نكشف الحقائق، فحتى وإن عادوا ولبسوا الأقنعة، فبالنسبة إلينا، الأقنعة ساقطة من قبل الدوار، لكن الدولة لا ترى إلا الابتسامات الصفراء وتفرح بها.
أي حوار مع من لا يعترف بالاتحاد مع السعودية وقال سنحارب هذا الاتحاد؟
أي حوار مع من قال لكم ارحلوا..؟
أي حوار مع من شق النسيج الوطني وحرض واعتدى على الأعراض والحرمات واعتدى على مناطق أهل السنة حتى وصلوا إلى أنهم يريدون اجتياح الرفاع؟
أي حوار مع من رفض مبادرة سمو ولي العهد والبحرين في أزمة بسبب إرهاب الوفاق والولي الفقيه.
أي حوار مع من يتهجم على صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان بشكل مبتذل لا ينم عن أخلاق ولا تربية..؟
أي حوار مع من نصبوا المشانق في الدوار للأسرة المالكة؟
تتحاورون مع من لا يعترف بكم ويقول يسقط النظام ويسقط فلان؟
هذه سذاجة سياسية غير مقبولة والوفاق في أقسى هزائمها الآن وأنتم من تنقذونها، إلا أن الدولة تمعن في الهدايا في كل مرة لمن ينقلبون عليها.
ثلاثة انقلابات على الدولة ولم تتعلموا منها شيئاً، إنها مأساة، وفي كل مرة تضعون أرضية أكثر سهولة للانقلاب القادم، والله لا أعرف ماذا أقول..؟
لكني أوجه رسالة إلى الشيخ الفاضل عبداللطيف المحمود، جل جماهيرك ترفض الحوار، فمن أين أتيت بالتفويض بأن تطرح المبادرة في كرم منك، بينما صمت التجمع صمتاً قبيحاً لزمن طويل، وكان في الثلاجة، بينما كنا ننتظر منه صوتاً وطنياً وموقفاً وطنياً ولم نجد ولم نسمع للتجمع صوتاً.
^^ أين البنوك
وتجار البحرين من تكريم المحرق؟!
بعد أن حقق نادي المحرق إنجازاً بحرينياً كنا نحلم به منذ سنوات، ألا يستحق نادي المحرق الدعم على هذا الإنجاز؟
أين تجار البحرين الكبار من دعم نادي المحرق؟
أين البنوك الوطنية بنك البحرين الوطني، وبنك البحرين والكويت، وبنك البحرين الإسلامي، وبيت التمويل الكويتي من مكافأة اللاعبين والنادي؟
أين شركات الاتصالات التي تربح ملايين الدنانير سنوياً (بتلكو، زين، فيفا)؟
أين الشركات الكبيرة الوطنية بابكو وألبا والبتروكيماويات، وأسري من تقديم الدعم والمساندة لمن رفع رأس البحرين؟
من المؤسف أن من يحققون ملايين الدنانير أرباحاً لا يتفاعلون مع الإنجازات الوطنية للأندية والمنتخبات.
نتمنى أن نرى دعماً وتكريماً للنادي من هذه الجهات، وكفاية بخل يا جماعة.