بداية ينبغي التسليم بأن منافسات كأس الأمم الأوروبية هي البطولة العالمية الأقوى في روزنامة «الفيفا» .. وإذا ما جزمنا بأن هذه البطولة هي الأقوى والأفضل على مستوى بطولات كرة القدم حول المعمورة، وذلك لأسباب عديدة تكاد أن تكون معروفة لجميع المتتبعين لمنافسات كرة القدم العالمية، فالفرق الـ 16 تتمتع بمستويات رفيعة تكاد تعتبر الأقوى عالمياً (إذا ما استثنينا البرازيل - الأرجنتين)، بالإضافة إلى التجمع الجماهيري الكبير والهالة الإعلامية الأوروبية الكبيرة.
ومع انتهاء الجولة الأولى من البطولة نستطيع القول إن البطولة أثبتت بما لايدعو مجالاً للشك بأنها تستحق أن يطلق عليها البطولة الأقوى بكل المعايير، وبالرغم من انعدام المفاجآت، وعدم خروجها عن المتوقع، ماعدا هزيمة الفريق الهولندي أمام نظيره الدنماركي، فإن مباريات البطولة أفرزت مستويات رفيعة أثبتت من خلالها جمال المنافسات الأوروبية وعلو كعبها.
والآن وقد بدأت منافسات الجولة الثانية من الدور الأول، ونحن على موعد مع مواجهات قد لا تقبل القسمة خاصة في منافسات المجموعة الحديدية التي يلتقي فيها الفريق البرتغالي بنظيره الهولندي، ويعلم الفريقان بأن الخسارة تعني المغادرة مبكراً، وبأن فرص التعويض باتت معدومة، ومن الناحية الأخرى يلتقي الفريق الألماني بالفريق الدنماركي، وكلاً يمني النفس بالخروج بنتيجة المباراة والابتعاد عن الحسابات المعقدة في الجولة الأخيرة.
ومن ناحية ثانية، سيكون الفريق الإسبانى مطالباً بحسم لقائه بالفريق الكرواتي، كذلك بالنسبة إلى الفريق الإيطالي الذي يلاقي الفريق الأيرلندي، وتمني فرنسا النفس بالفوز على السويد، ويتمنى الإنجليز تجاوز عقبة الفريق الأوكراني المنظم للبطولة، والذى ظهر بمستوى جيد في لقائه الأول عندما تخطى الفريق السويدي.
المواجهات ستكون نارية نتمنى أن يرتفع فيها الأداء بشكل تدريجي.. نتمنى المتعة، نتمنى الفن، نتمنى تألق النجوم، نتمنى بروز نجوم، نتمنى ونتمنى.. ونرجو أن تتحقق الأمنيات.
شخصياً ورغم تمنياتي بفوز فريق جديد بكأس البطولة.. لكنني أعلم جيداً بأن صعود الفرق الكبيرة إلى الأدوار النهائية هو ما يعطي هذه البطولة رونقاً، فالفرق الكبيرة تملك النجوم الكبار الذين سيكون باستطاعتهم أن يخلقوا المتعة أينما حلوا.. ونحن يحذونا الأمل في مباريات تكون حاضرة في ذاكرتنا كلما تذكرنا كأس أمم أوروبا 2012.
[email protected]
قناديل رياضية
^ حسن خالد
الحقيقة الواهنة!
ما أجمل الحياة عندما نرى جزيئاتها تكمل بعضها، فنرى المكملات الاجتماعية وخيوط التشابك المجتمعية، هي الحياة هكذا فلا يمكن للنبتة أن تستند على العدم، ولا المبنى من فراغ، قبل كل مرحلة عليا لابد من رياض تحتضنها وتصنع نجاحها.
في كرة القدم هنالك منطق بنظري؛ إما من يفوز يملك شخصية بطل أو ما حدث مفاجأة، فلا يوجد وسيط، عندما فازت إسبانيا باليورو السابق، ذكرت بأن الفوز جاء من شخصية بطل، عاتبني الكثيرون على منطقي المتخلف بحسب قولهم، فألمانيا كانت هي المرشحة وإسبانيا بحظوظ أقل ولكن لننظر لكرة القدم بوجوديتها وتسلسلها الاجتماعي، إسبانيا فازت على ألمانيا لأنها كانت تملك لاعبين، هم لاعبون من الصفوة ونخبة الأندية الإسبانية فعندما نذكر أن منتخباً فاز بهويته فالمعنى لا يقتصر فقط على الاسم والتاريخ، بل الفريق شجرة أغصانها الهوية التاريخية وشخصية اللاعبين وبلا شك النمط الفني الذي يسري عليه المدرب، إذا إسبانيا فازت بشخصية البطل ليست لأنها الفاشلة في بطولات ما قبل 2008، بل لأنها استمدت من شخصية لاعبيها ضالتها وحقيقة ما كانت تبحث عنه.
حتى المفاجأة فهي لا تعتبر حظاً، وإذا كان للحظ وجود أصلاً في الحياة، المفاجأة تحدث لأن الحدث الختامي أصبح عكس ما كان متوقعاً فقط، فعندما يتأهل تشيلسي على حساب برشلونة لنهائي ميونخ؛ نعم هي مفاجأة ولكنها ليست حظاً، شكل الخبر وجملته هي المفاجأة، ولكنها تتعارض تماماً مع المعيار غير المتفق عليه وهو «الحظ»، عندما تتعارض المعايير والقناعات حول مفهوم معين فإنه يحتاج تأويلاً حياتياً واقعياً حتى يثبت وهو الذي يقطع من يقين الحظ إنه موجود، فازت إيطاليا في 1982 لأنها كانت واقعية، فاللعب أمام برازيل زيكو مهاجماً هو غباء، ويكمن الذكاء ليس في جُبن الوسيلة وإنما في ذكائها، عندما دافع بيرزوت كان يسعى وراء غاية ثلاثية روسي، وهكذا هم الطليان دوماً، الغاية تبرر الوسيلة.
لقدر حياتنا خيوط سلسة، قابلة للتشابك، فيكون العمل تخطيطاً سليماً طويل المدى يُشكّل فيه بعناية ليخرج بأجمل الوجوه، فكل الأعمال لا تتشابك إلا لإخراج شيء معين كالمنتج في السينما عندما يأتي بمخرج وطاقم ليجمع عصارة العناصر لصالح الغاية الكبرى وهي الفيلم، كالحياة وزهورها والرياضة وأنديتها.
الوعي يؤهل.. ثم تخطيط يحكم.. ولكن قدر يشاء!
[email protected]