غابت المنتخبات عن نجومية المباراة الأولى، إسبانيا تعادلت، إيطاليا تعادلت، هولندا خسرت، إنجلترا تعادلت برفقة فرنسا، ألهذه الدرجة تكون المباراة الأولى معقدة ؟!
ولحد الآن لابد أن نسأل أنفسنا، أين ذلك المنتخب الذي فرض أسلوبه؟ وبرغم أن المنتخب الروسي فرض أسلوبه وبعنف على المنتخب التشيكي وقدم نفسه بشكل لافت، ولكنه لم يسلم من فخ المنتخب البولندي الذي كان مغايراً تماماً عن مباراته الأولى السيئة ضد اليونان، انضباط تكتيكي لآخر ثواني اللقاء، المغزى في ما سبق من جمل هو أن اللقاء الأول مختلفاً كل الاختلاف عن ما سيأتي، فيجب عليك أن تفوز في المباراة الأولى حتى تفوز بعدة أمور أهمها الثقة وطرد الضغوطات عن نفوس اللاعبين، الروس حتى في اللقاء القادم لو تعادلوا فهم يتأهلون بإيجابية “اللقاء الأول”.
المباراة الأولى هي كطريق الظلام أمام كل منتخب، فعليه أن يدخلها أقوى من أن يدخل أي لقاء في الدور الثاني لأنه لا يعلم ما ستأتيه من عواقب، التمست نوعاً ما من فكر ديل بوسكي ومارفيك مدرب هولندا غياب حافز المباراة الأولى والعيش للآن في كهف المباريات الودية، فالأول لم يدخل اللقاء بشكل تقليدي وإنما كانت نظرته سلبية أثبتت وصلّحت بعد دخول المهاجم الصريح توريس، والآخر بتشكيلة متحفظة نوعاً ما بخطي ارتكاز وأثبتت سلبية تشكيلته بعد تبديلاته؛ فارتفع الإيقاع.
المدربون كانوا في المباريات الأولى يعيشون في حضن المباريات الودية، لن أنتقد الطليان لأن التعادل في حد ذاته هو ما كان الطموح كما أشير من تبديل برانديلي الأخير وبرود خروج موتا في آخر أنفاس المباراة، والإنجليز مع الفرنسيين كذلك؛ فالمنتخبان كانا يستحقان التعادل أكثر، للتوازن والثبات في الكفة.
يقول بيكنباور نجم المنتخب الألماني في العقد السبعيني، إن مدربه قال لهم في أولى لقاءاتهم خلال كأس العالم 74؛ “إذا أردتم الفوز، فعليكم التسديد والقتال لآخر اللحظات”، وكأنه يقول لهم، المباراة الأولى هي كالمباراة الأخيرة أي النهائي، ولكن الفرق أن تفوز بالمباراة الأولى بالثقة للمضي قدماً نحو الغاية، والأخيرة تجعلك تفوز بكأس البطولة، والكلام ليس تناقضاً في ظل دليل الإسبان وكأس العالم الأخيرة، ولكن الفوز في أولى المباريات هو عامل كمالي، وليس لي من دليل سوى تصريحات النجوم والمدربين حول أهمية اللقاء الأول وقدرته على صنع الفارق في نفسية كل طاقم الفريق.