كانت جنازة الشهيد أحمد الظفيري مهيبة بكل معنى الكلمة، حيث حضرها جمع غفير من المواطنين الشرفاء الذين ينبذون العنف ولا يرضون باستهداف الأبرياء دون أي ذنب من قبل فئة حاقدة على الوطن وأبنائه، والظفيري كان أحد هؤلاء الشرفاء حين أراد أن يميط الأذى عن الطريق وهو آخر أعماله، حيث إن قلبه أجزم حينها أنه اعتصر ألماً حين رأى بلده تحرق من قبل أذناب إيران فحاول إزاحة الإطارات المشتعلة، إلا أن القنبلة الموقوتة أو التي كان يتحكم بها المخربون عن بعد قد انفجرت وإصابته بحروق أدت إلى وفاته رحمه الله.
أتعرفون أن سبب استشهاد الشاب الظفيري هو فتوى عيسى قاسم التي أطلقها من على منبر الجمعة حين دعا إلى قتل رجال الأمن وغيرهم وقال بالحرف الواحد “اسحقوهم”، وبالتالي فإن أحمد وزهرة صالح وغيرهم سيكونون ضحايا لهذه الفتوى الدخيلة على مجتمعنا البحريني المسالم الذي لا يعرف للعنف طريقاً إلا بعد أن استورد البعض مثل هذه الفتاوى من إيران وأصبح تابعاً لها ومنفذاً لكل ما يصدر من الجمهورية.
إن دعوة السحق لم تفرق بين رجل الأمن والمواطن العادي الذي لا ذنب له إن صادف مروره في أحد الشوارع التي يقوم بها المخربون بالحرق وترويع الآمنين، وبالتالي أصبح لزاماً على الحكومة ممثلة بوزارة الداخلية أن تعمل على تطبيق القانون بحزم دون أي تراخٍ وتبتعد عن سياسة اللين والتساهل في إيقاف وردع المخربين وإنزال أشد العقوبات بحقهم وإعادة هيبة ومكانة الدولة.
حقيقة ما يقلق جل شعب البحرين هو سقوط المزيد من الضحايا جراء فتوى “اسحقوهم” وقد لا يكون الظفيري آخرهم بل أولهم، وهو ما يجب معه وضع حد للمظاهرات الغوغائية والتي تتحول إلى تخريبية خصوصاً تلك التي تنظمها جمعية الوفاق وما يرافقها من انفلات يؤدي إلى مواجهات مع قوات حفظ النظام، من هنا لابد لوزارة الداخلية أن تجد طريقة تكبح فيها جماح العنف شبه اليومي في قرى البلاد وشوارعها الرئيسة وهو يعطل دائماً مصالح المواطنين والمقيمين.
وبالتالي فإن الدور في إنهاء حالة الاحتقان التي يمر الوطن بها تقع على عاتق العقلاء من الطائفتين الكريمتين في البلاد في العمل على استتباب الأمن والابتعاد عن أساليب العنف في التعبير واللجوء إلى السلمية الحقة في إبداء الرأي ولا أقصد سلمية جمعية الوفاق التي أبهرت العالم، كما إن على رجال الدين في الجانبين بلاشك العقلاء منهم أن يقوموا بتوعية الناس في خطبهم وإرشادهم إلى ما ينفعهم ويعود بالخير على الوطن، والتأكيد على أن عدم طاعة ولي الأمر تعتبر مخالفة صريحة لمبادئ الشريعة وديننا الإسلامي الحنيف.
^ همسة..
ما نتمناه حقيقة من القلب أن يحفظ الله وطننا العزيز ويبعده عن كل مكروه، وأن يجنبنا الانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه قبل أن يقع الفأس في الرأس بعدها لن ينفع الندم والحسرة كما ويقال على اللبن المسكوب!