في كثير من الأحيان تتهم الزوجات أزواجهن بالبخل، وفي الجانب الآخر نسمع من الأزواج توجيه التهم إلى زوجاتهم بالإسراف والتبذير، وفي أغلب الحالات أو على الأقل في كثير منها يكون هذا التعبير غير دقيق بل غير صحيح، لكن المشكلة الحقيقية فعلاً إذا كان الزوج بخيلاً والزوجة مبذرة فعندها تكون الحياة الزوجية مرةً بمعنى المرارة الحقيقية، وكما قال الشاعر: أيها المنكح الثريا سهيلا -عمرك الله كيف يجتمعان، الثريا شامية إذا ما استهلت- وسهيل إذا استهل يماني، فلا يمكن للحياة أن تستمر طبيعيةً والزوجان على طرفي نقيض، لكن التحديد الدقيق لمعنى البخل ومعنى الإسراف والتبذير يخفف كثيراً من هذه المشكلة ويحل كثيراً من سلبياتها، فبعض الأزواج عندما يتهم زوجته بأنها مسرفة أو مبذرة ليس عنده دليل إلا أنها كما يقول إذا سلمتها 50 ديناراً أو 100 دينار ما أن تذهب إلى السوق جاءت وقالت صرفت كل البيزات، فهل يعني هذا أنها مسرفة أو مبذرة؟ فعليه أن ينظر بعين العدل والإنصاف لحاجاتها ولغلاء الأسعار ومدى استفادتها مما تشتريه ثم بعد ذلك يكون الحكم، وكذا نقول لكل من تظن أن زوجها بخيل عليك أن تنظري إليه بعين العدل والإنصاف، هل يمنع عنك وعن أولادك احتياجاتهم الأساسية من مأكل وملبس وتعليم وعلاج، فإذا قالت ما يقصر علينا بشيء من الأمور، إذا كيف هو بخيل؟ تقول مثلاً: ما يطلع البيزات بسهولة إذا طلبنا عشاء من بره لابد يتكلم ربع ساعة من وين أجيب وليش ما تسوون في البيت واكل البيت شنهو فيه) وهكذا وبعدين يعطينا، هذا ليس بخلاً فالبخيل الذي يمنع عن نفسه وعن غيره متطلبات الحياة العامة وأساسياتها، وكذلك ليست من توفر لها ولأولادها أساسيات الحياة مبذرة فالإسراف أن يشتري الإنسان أكثر مما يحتاج والتبذير أن يشتري ما لا حاجة له فيه ، فكم من زوج متهم بالبخل وهو مدبر، وكم من زوجة متهمة بالإسراف والتبذير، وكل شيء أصبح غالياً ولكن أكثر الأزواج لا يعلمون، ودمتم على طريق السعادة.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90