«التاريخ يعيد نفسه” هو عبارة عن مقال كتبه العبقري أنيس منصور عن تسلسل أحداث متشابهة جداً للرئيسين الأمريكيين السابقين جون كينيدي وإبراهام لنكولن، ورغم الفترة التي تلا فيها الأول عن الثاني، ولكننا نرى بغرابة شديدة كيف ترتبط الأحداث ببعضها، بنفس الأفعال والأسماء والحروف والأرقام حتى، كنت متجاهلاً أثر التاريخ واتخذته كجزء من القصص التي تروى علينا، ولكنه أبعد وأعمق بل أكثر تشويقاً من ذلك بكثير.
يخبئ يورو 2012 المزيد من المشوّقات، وكعادة كل بطولة، فإنها تحمل منهما لا يحصى، فالبطولات السابقة مضت على المزيد من الأحداث المثيرة، ودعونا نخرج عن التقليدية ونتناول القليل منها.
بعد دعوتها لتحل بديلة عن يوغسلافيا، جاءت الدنمرك لبطولة الأمم الأوروبية بأداء هزيل نسبياً، وتأهلت من دور المجموعات بفوز وتعادل وخسارة بفارق نقطة عن فرنسا المتواضعة آنذاك، وبعد التأهل صبت كل التوقعات لصالح الهولنديين ولكنها انتهت بركلات الترجيح وفازت الدنمرك على بلاد الطواحين بل وفازت بالنهائي على ألمانيا على إثر اندهاش العالم كل العالم من إنجاز كان أبعد من المستحيل حتى!
في عام 1996، تأهلت التشيك لنصف نهائي اليورو، وظل العالم في عجبه، ودارت مجموعة من الأسئلة والمشاهد السيريالية، فهل يكرر منتخب تشيكوسلوفاكيا إنجاز الدنمرك، وتمكنت بفضل ركلات الترجيح أن تتأهل للنهائي، فزادت النسبة في تحقيق ذلك الحلم وعلى نفس الصحية الألمان، وانتهى الشوط الأول في لقاء مثير بدون أهداف حتى سجل الفريقان في الشوط الثاني، واتجهت دفة المباراة نحو الأشواط الإضافية، ولكن هدمت أسوار الأحلام وسجل الألمان في الشوط الإضافي في أول تجربة للهدف الذهبي الملغى حالياً.
مازلت أذكر ما قالته والدة فورست غامب لابنها في فيلم المخرج روبرت زيمكس الشهير “الحياة عبارة عن علبة شوكولاتة، فأنت لا تعلم ما ستحصل عليه”، تماماً كالتاريخ!
ويدور السؤال كله “هل سيعيد التاريخ نفسه تارة أخرى؟” و«هل ستفعل إحدى المنتخبات ما فعلته الدنمارك في 92 أو التشيك في 96 أو حتى اليونان قبل ثمان سنوات؟”
البطولة ستجيب عن الأسئلة كلها في وقتها المحدد، لنستمتع! حسن خالد
[email protected]