خلقك الله كاملاً وفي أجمل الصور، خلقك قوياً قادراً على تحريك الجبال وإنزال المطر من السماء لا توقفك الصعاب عن بلوغ ما تريد في هذه الحياة الدنيا، والتي تعني الأسفل، الأقل، الفاني، المؤقت، الزائل، فيما العلوي؛ السماوي، الإلهي يبقى خالداً لأن جوهره الخلود. لذلك من الملاحظ لنا جميعاً أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يغيرون من نمط تفكيرهم وأسلوب حياتهم، ولو كانوا يعرفون أن ما يقومون به خاطئ من الأساس، لذلك فلا تستغرب إن رأيت أحد أصدقائك في المدرسة وبعد أكثر من ثلاثين وأربعين سنة يحمل نفس التفكير القديم في علاقته اليومية مع الحياة. إن عدم التعرف على الآلية التي تغير بها نمط تفكيرك هو ما يجعل كل أيامك متشابهه، لا جدة فيها ولا إدهاش، مكررة إن لم تغير أسلوب تفكيرك الآن، سيكون غدك مثل ما أنت عليه، أو مثل ما يقولون سوف تبقى في مكانك تراوح. وسترى الأيام هي التي تقوم بتحريك أفكارك حيث تريد هي لا ما تريده أنت. من الممكن أن تتذمر وتشكو أوضاعك المالية والحياتية والصحية، لكن الشكوى لا يمكن إلا أن تبقيك كما أنت عليه الآن. إن رؤيتك لما تريد من حياتك هي النقطة الأولى التي ستوجهك إلى الجهة التي تحلم بالوصول إليها. هل فكرت أنك لن تستطيع الوصول إلى مكان عملك إن لم تحرك رجليك وتخرج من البيت، سيارتك أيضاً لن تشتغل لوحدها إن لم تستعمل مفتاح التشغيل، الشارع هو الآخر لن يفتح لك صدره إن لم تستعمل كل حواسك كي تسير في الطريق الصحيح. إن لم تكن مقتنعاً بالواقع الذي تعيشه عليك أن تغيره بنفسك، بأفكارك، بطموحاتك، بتعرفك على السبب الأساس الذي من أجله خلقت في هذا العالم. إن كان حاضرك هو نتاج طبيعي لماضيك، فإن مستقبلك سيكون نتاجاً طبيعياً لما تفكر فيه الآن. من هنا إذا وضعت حياتك الآن على طاولة التشريح، ليس من أجل نفدها وتشريحها، بل من أجل أن تراها بصورة واضحة، والتعرف على أماكن القوة والضعف، وأي مجال يحتاج إلى التغيير وأي مجال يحتاج إلى الترميم وأي مجال يحتاج إلى الهدم. من الضروري التأكيد أن حياتك هي من صنع نفسك، الظروف ليست مشجباً يعلق به الآخرون عدم قدرتهم، قال العديد من الراسخين في التنمية الذاتية والبشرية كن قائد سفينتك الخاصة كن ربان نفسك، إن من استطاع أن يقود حياته نحو الأماكن الأكثر جمالاً وإشراقاً يستطيع أن يقود معه الآخرين إلى النجاح، ومن تعلم كيفية النجاح في مجال من المجالات الحياتية، وعلى جميع الأصعدة، من الممكن أن يساعد الآخرين في الوصول إلى ما وصل إليه. إلى الخلف لا تنظر، وما لا جدوى منه لا تفعل، وما ليس يحمل فعل الخير لا تتبع، اسمع قلبك حين إليك يتحدث، فالقلب ابن الفطرة والفطرة هي ما يعطي الإنسان معناه الأرضي والسماوي. إن من يحي شجرة أحيا عائلة ومن أحيا عائلة يمكننا القول إنه أحيا مجتمعاً كاملاً.