أغلب الثورات التي تندلع في العالم يكون سببها الرئيسي الجوع والظلم وأحياناً تكون هناك أسباب أخرى، ولكنها بالنهاية لن تخرج عن هذين السببين الرئيسيين. وعندما يصل المواطن إلى مرحلة لا يستطيع فيها توفير رغيف خبز لأطفاله ولا يستطيع العودة لهم لأنهم ينتظرونه بفارغ الصبر حاملاً هذا الرغيف، فكيف به إذا عاد ويداه فارغتان؟ وبنفس اللحظة يشاهد في بلده أشخاصاً يقيمون ولائم للطعام ومن أصناف لا تعد ولا تحصى، وهذه دائماً تكون لأصحاب النفوذ والسطوة والتجار ورجال الدولة، وعندما يشعر الشخص بالظلم وأن حقوقه تهضم وأنه إذا كان مظلوماً يتحول بعد فبركات معينة إلى ظالم ويتحول الحق إلى باطل والباطل إلى حق.
كل هذه الأمور إذا ما تراكمت في شخصية الإنسان فإنها تولد فيه انفجاراً كبيراً تتلاحم مع حالات مشابهة فتكون الثورة. وهذا الأمر حصل مراراً وتكراراً وعلى مدار التاريخ وفي أماكن وأزمان متفرقة، ولكني وخلال بحث بسيط لم أشهد ثورة أشخاص عاشوا التخمة سواء من الطعام أو المال أو التكنولوجيا والوسائل والخدمات المتقدمة.
لم أشهد أن مثل هؤلاء بحاجة إلى ثورة من أجل الجوع أو الظلم.. وإن أقدم أحد على هذا الفعل الذي هو الثورة فذلك يعتبر جنوناً، ولا أعتقد أن عاقلاً في العالم يقول لسلطته تعالوا واظلموني أو تعالوا واجعلوني جائعاً، نعم لم أشهد هذه الحالة ولم أسمع عنها، لكن شاءت الأقدار وفي هذا الزمان.. فكانت البحرين أو البعض من أشباه المواطنين البحرينيين أبطالاً لها وأولئك المحتجون أو الثائرون المغرورون المطالبون بالتغيير نموذجاً. فما التفسير لذلك ونحن نعلم أن البحرين بمجرد حصولك على الجنسية البحرينية حتى لو كنت قد قدمت من إيران واستوطنت هذا البلد وحصلت على الحقوق المدنية كاملة بعد حصولك على الجنسية أصبحت بنظر العالم مواطن خليجي ويمكنك التجول بجوازك بأي بلد في العالم مما يفتح لك مجالات كبيرة بالعمل والدراسة والتعرف على الحضارات ولك كل الحق في المواطنة، وبمجرد حصولك على الجنسية البحرينية تقدم لك الدولة الوظيفة المناسبة والأرض والقرض والتسهيلات المناسبة لكي تنعم بمستوى عالٍ من الحياة.
في دول عديدة ومنها بلدي “العراق” مثالاً ورغم أن إيرادات بلدي النفطية وغيرها تصل إلى أرقام خيالية ،فإن بعض أبناء شعبي يعيش في بيوت من صفيح أو خيم، وتجدهم يقتاتون على فضلات النفايات ولا يتمتعون بفرص التعليم ولا يستطيعون الحصول بسهولة على جواز سفر وإذا ما حصلوا فإنه لا يسمن ولا يغني عن جوع، لأن الدولة الوحيدة التي يستطيع السفر لها هي سوريا لا غير. فمن يسافر لهذا البلد في هذه الأوضاع؟ ذلك ما أدهشني وأذهلني وقد يدهش كل العقلاء لما يجري ويدور في البحرين من أحداث بعيدة كل البعد الحاجة الملحة للفرد أو المواطن البحريني الذي يصنف من بين أفضل المواطنين العرب من حيث العيش وفرص العمل بل والرخاء ولننظر إلى المواطن العربي في موريتانيا أو تونس أو الصومال أو المغرب والأمثلة كثيرة.
فكيف بهذا الشاب الذي عاش في بلد مسالم وتوفرت له كافة الخدمات والذي سبق له أن سافر وشاهد العالم وتطوره كيف له أن يتحول إلى وحش وقاطع طرق ومجرم؟
وكيف بهذا الشاب الذي يحرق العجلات المطاطية ويقطع الطرق وبطنه ممتلئ بوجبة دسمة من الرز واللحم واللبن والفواكه يثور.. وعلى ماذا يثور؟
هل يريد من الحكومة أن تحرمه من كل هذه الامتيازات .. ليصرح بذلك ويقولها علنا؟
ليقل.. أنا لا أستطيع العيش وسط كل هذا الدلال وإني بحاجة إلى الظلم وإلى الجوع
لا يمكن لعاقل مهما كانت درجة عقله أن يحاول تبديل سلطته التي تدلِّـله ويبحث عن سلطة تهين شعبها. فكيف بها لا تهينه إذا ما سيطرت عليه؟ وهنا طبعاً أقصد إيران ولنا في ذلك تجربة مريرة فقد نكلت واستمتعت بإهانة العراقيين سنة وشيعة ماعدا عملاءها
فيا معارضة البحرين كما تسمون أنفسكم
اتقوا الله .. واعلموا أن النعمة زائلة .. واعلموا أن هناك أمماً وشعوباً تبيع أطفالها لتوفير طعام للأطفال.. وأن آخرين يقطعون مسافات تصل لآلاف الأميال من أجل الحصول على ماء صالح للشرب.
يا معارضة البحرين.. إني لأخشى عليكم من غضب شديد من رب العالمين في الدنيا قبل الآخرة
فأنتم تتبطرون وأنتم لا تحمدون نعم الله التي أنعم بها عليكم..
فعودوا إلى ربكم واستغفروه وعودوا إلى حضن بلدكم وابنوه ولا تلتفتوا لمن يدفعوكم تجاه الضياع فمستقبل أولادكم أمانة برقابكم، وندائي إلى الشباب المغرر بهم ..
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90