احتضنت قاعة المحرق بفندق الدبلومات يوم أمس حدثين رياضيين بارزين الأول يتمثل في اجتماعات الجمعية العمومية واللجنة التنفيذية للاتحاد العربي للكرة الطائرة الذي تعتز البحرين أن تكون الحاضنة لمقره ورئاسته منذ عدة سنين حققت خلالها الكرة الطائرة العربية العديد من القفزات الإدارية والفنية. والثاني هو ورشة العمل المفتوحة الأولى لتفعيل دوري المحترفين البحريني لكرة القدم والذي لايزال حلماً نسأل الله أن يمكننا من تحويله إلى واقع ملموس يساهم في تطوير كرة القدم البحرينية ويضعها على الخارطة المونديالية. الكرة الطائرة هي أكثر الألعاب الجماعية تشريفاً للرياضة البحرينية من خلال إنجازاتها المتعددة والمتنوعة والتي تشمل المنتخبات بمختلف فئاتها والأندية الوطنية وهذه الإنجازات هي التي أسهمت في وضع مملكة البحرين في الواجهة العربية وأهلتها لاحتضان مقر الاتحاد العربي للكرة الطائرة منذ عدة سنوات بدءاً بعهد طيب الذكر ورائد الطائرة البحرينية محمد بن جاسم حمادة عافاه الله وشافاه ومن بعده الشيخ عبدالرحمن بن راشد آل خليفة أحد رواد العمل الإداري الرياضي في مملكتنا الحبيبة أطال الله في عمره، وانتهاء بالرئيس الحالي الشيخ علي بن محمد آل خليفة الذي استمر على نهج من سبقوه وطور العمل الإداري في هذا الاتحاد مع إخوانه ومعاونيه من أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد. هذه النجاحات المتعددة للكرة الطائرة البحرينية جعلت المترشحين الثلاثة لمنصب رئيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة في دورته القادمة يستغلون التجمع العربي في اليومين الماضيين ليكشفوا عن خططهم وبرامجهم الانتخابية الدولية إيماناً منهم بأهمية الكتلة العربية في اللوبي الانتخابي الدولي مستذكرين ما حققه المكسيكي الدكتور روبين أكوستا من نجاح باهر في الانتخابات التي جرت في عام 1984 في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية وفوزه برئاسة الاتحاد الدولي التي استمرت لما يزيد على العشرين عاماً بفضل الدور الكبير للاتحاد العربي وتحديداً لرئيسه الأسبق محمد بن جاسم حمادة. أما ما دار من مناقشات مستفيضة في الغرفة الأخرى من قاعة المحرق الكبرى فكان عبارة عن تجاذبات بين الواقع الذي تعيشه كرة القدم البحرينية والحلم الذي يتطلع كل منا إلى أن يتحول إلى حقيقة ملموسة ترتقي بمستوى الكرة البحرينية إلى ما يتناسب مع تاريخها في المنطقة وما يلتقي مع طموحات الوسط الرياضي البحريني بصفة عامة. ورشة الأمس استعرضت مسودة مشروع تحويل الدوري البحريني لكرة القدم الذي انطلق رسمياً في عام 1957 إلى دوري محترفين بدءاً من موسم 2013-2014 بمواصفات ومعايير تتناسب مع ظروف الأندية الوطنية. الورشة شهدت حضوراً متواضعاً قياساً بأهميتها مما يؤكد أن كثيراً من أنديتنا لاتزال “تنام في العسل” لتستيقظ بعد ذلك للشجب والاستنكار والرفض وغير ذلك من المواقف السلبية التي لطالما كلفتنا الكثير من الخسائر الإدارية والتنظيمية!! كما إن الغياب الإعلامي هنا يدفعنا إلى طرح عدة علامات استفهام على اعتبار أن الإعلام شريك أساس في المسيرة الرياضية! المجال هنا لا يتسع لطرح كل ما دار في تلك الورشة النقاشية التي استغرقت ما يقارب الثلاث ساعات ولكنني أجد نفسي ملزماً بتقديم الشكر للجنة الاحتراف بالاتحاد البحريني لكرة القدم برئاسة الدكتور عبدالرحمن سيار المعروف بجديته وإخلاصه في أداء أي مهمة توكل له باسم الوطن وأتمنى أن تبادر هذه اللجنة بتنظيم جولات تثقيفية لأنديتنا المحتاجة لفهم معاني الاحتراف الذي قد يفرض عليها إن آجلاً أو عاجلاً لعلها تقدر بعد ذلك هذه القفزة التي أصبحنا نترقبها.