من يتابع الرياضة خارج حدود الدول العربية وتحديداً كأس الأمم الأوروبية سيعرف الفارق الشاسع التي وصلت إليه منافسات الكرة هناك - وأنا هنا لست بصدد الحديث عن المستوى التي وصلت إليه الكرة الأوروبية، والتي تسبق به الدول العربية بفارق سنوات ضوئية - لكنني سوف أعرج قليلاً على الجماهير الرياضية المتابعة للمباريات.

فالمباريات الأوروبية عبارة عن كرنفالات يبدأ التحضير لها منذ أيام وقد تكون أسابيعاً وربما أشهر أو سنوات - فهذه الجماهير تعد العدة للسفر خلف فرقها أينما حلت وترحلت من دون كلل أو ممل، فتارة تراها شمالاً في ذلك البلد، وأخرى جنوباً في بلد آخر، وهي تتابع فرقها وتشجعها بجنون.

وما الجماهير الأيرلندية سوى دليل على ذلك .. ففي المباراة الأخيرة للفريق الأيرلندي أمام نظيره الماتادور الإسباني بطل العالم.. استقبلت شباك الفريق أربعة أهداف من دون رد، لكن الجماهير بقيت مشجعة للفريق بحماس بعدما تيقنت بأنَّ الفريق الإسبانى يتفوق على فريقها بفارق شاسع في المستوى، وإن نتيجة المباراة أصبحت للنسيان.

حتى إن المدير الفني للمنتخب الأيرلندي جوفانى تراباتوني اعترف لاحقاً بجدارة الإسبان بتحقيق الفوز على فريقه، وقال إنَّ طريقة لعبهم كمن يعزف الأوكسترا .. لكنه أشاد بالتشجيع المثالي من قبل الأنصار الذين قدموا إلى بولندا للتشجيع - وقد قاموا بذلك بحماس شديد حتى مع الهزيمة الثقيلة.

الجميع أصبح يتساءل كيف استطاعت الجماهير الأيرلندية تشجيع فريقها بكل هذا الحماس وهو خاسر .. حتى ظن من أثره المتابع بأن الفريق الأيرلندي هو من يتقدم بالنتيجة.. كيف استطاعت هذه الجماهير نسيان خيبة أملها جراء الهزيمة الثقيلة، كيف سامحت لاعبيها بكل تلك السرعة على الأداء السيء، وراحت تشجعهم بكل حماس.. إنهم الأيرلنديون !! وحدهم من يستطيع فعل ذلك!.

[email protected]