لافتاً كان تصريح الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية بشأن مبادرة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة التكفل بتدريس خمسمائة طالب بجامعة البحرين، حيث اهتم السيد بالدعوة بشكل غير مباشر إلى اتخاذ هذه المبادرة (نهجاً) عندما قال “إن هذه أفضل طريقة للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة.. إذ يشارك الإنسان سعادته مع الآخرين وخاصة إذا كان يساهم في تنمية وبناء المجتمع.. والاحتفال بهذه الطريقة في المناسبات السعيدة تصب في التنمية البشرية خاصة وأن المستفيدين هم من ذوي الدخل المحدود والأيتام من الشباب.. وهذا النوع من المساعدات التعليمية تسد حاجة كبيرة بالنسبة للأسر البحرينية المحتاجة لما يمثله التعليم من أهمية في حياة الفرد والمجتمع” معتبراً السيد أن التوفيق حالف سمو الشيخ ناصر في اختيار الأسلوب الأمثل والأنسب في التعبير عن فرحته بما من الله عليه من نعمة. دعوة السيد، وإن كانت مبطنة، إلا أنها مهمة ويشاركه فيها كثيرون، ذلك أن التعبير عن الفرحة عملاً لا قولاً بتقديم ما ينفع الناس مثال ينبغي أن يحتذى وأن يتحول إلى تقليد يميز مجتمع البحرين الذي من سماته التكافل الاجتماعي، حيث توفير خمسمائة بعثة يعني التيسير على المستفيدين منها وتوفير فرصة مهمة لهم للدراسة والتفوق ومن ثم العطاء والإسهام في تطوير هذا المجتمع وهذا الوطن. فإذا تحول هذا النهج إلى تقليد وصار ميداناً يتنافس فيه المتنافسون ربح المجتمع وربح الوطن، ولعلي أجزم أن سمو الشيخ ناصر لن يتردد عن تكرار هذه المبادرة ولعلها تكون سنوية. مقابل هذه المبادرة الكريمة من نجل جلالة الملك والتي هي تطبيق عملي لنهج جلالته في تقديم كل ما ينفع البلاد والعباد ينبغي على جامعة البحرين عدم الاكتفاء بإصدار بيان يرحب بمبادرة الشيخ ناصر واتخاذ خطوة نحو تكريم سموه بإطلاق اسمه على مكتبة الجامعة مثلاً أو على إحدى قاعاتها تقديراً لسموه وتعبيراً عن العرفان له على ما قدمه للجامعة وللشباب في البحرين، وهو أمر، رغم أنه لا يفي بحق سمو الشيخ ناصر؛ إلا أنه يندرج تحت باب الشكر، فمبادرة بهذا الحجم ينبغي أن يقابلها شكر بطريقة أخرى.. شكر عملي مثلها. إن تكريم سمو الشيخ ناصر بإطلاق اسمه على أحد مرافق الجامعة من شأنه أن يدفع بدعوة الدكتور السيد لترى النور، ففي هذه الخطوة -خطوة تكريم الكريم- رسالة إلى المقتدرين من أبناء هذا الوطن مفادها أن مبادراتكم الخيرة من شأنها أن تخلد أسماءكم وتوفيكم حقكم لقاء فعلكم المتميز الذي نفعتم به الوطن وأبناءه. في العديد من شوارع أمريكا وحدائقها يوجد مقاعد ليرتاح عليها من يرهقه المشي، تلك المقاعد يكون ملصقاً بها دائماً قطعة من المعدن ذهبية اللون منقوش فيها أسماء الأشخاص الذين تبرعوا بمبلغ من المال للصالح العام، حيث تقوم البلدية بتكريم أولئك المتبرعين بتخليد أسمائهم بتلك الطريقة الجميلة والمشجعة للآخرين ليكونوا من بين من ينالهم التكريم والتخليد. لعلنا لسنا في حاجة ماسة إلى المقاعد إلا الجامعية منها؛ لكننا دون شك في حاجة إلى المبادرات وإلى هذا الأسلوب الجميل في التكافل الاجتماعي بتشجيع أصحاب المبادرات عبر تكريمهم وتخليد أسمائهم. كلمات الشكر الموجهة لسمو الشيخ ناصر تظل دون أن تفيه حقه، ولا بد من ترجمتها بشكل عملي لتكون حافزاً للآخرين، ولعلنا نتبين بعد قليل أن مجتمعنا قد تميز بأن يبادر كل من ينعم الله عليه من المقتدرين بتوأم بالتعبير عن فرحته عبر تقديم ما يسهم في نمو وتطوير المجتمع ويفيد الناس. تحية لسمو الشيخ ناصر على مبادرته، وتحية لاحقة للمسؤولين بالجامعة لتكريمهم سموه بطريقة أخرى تليق به وبمبادرته.