منذ عام 1966 لم يحقق المنتخب الإنجليزي إنجازاً يذكر، مونديال عام 66 النجمة الوحيدة التي تزين الاتحاد الإنجليزي، وبعدها فشل الإنجليز في الوصول إلى أي مركز هام، والأسباب بعيدة عن الأمور الفنية، فبعد كل تلك الإخفاقات المتتالية، مازالت البرامج والمنتديات العربية تستغرب وتتفاجأ بل تصدم من أي إخفاق للمنتخب الإنجليزي، وهم على علم بأنه المنتخب الذي فشل بجميع استحقاقاته “بالعصر الحديث”! لعل أبرز ما يعانيه الإنجليز هو غياب الهوية، أو كما نقولها ونسميها بشخصية البطل، فمباشرة عند ملاقاته إحدى العمالقة كالألمان أو البرازيل فإنه يقع في أخطائه المعهودة التي اعتاد عليها، والسبب الرئيسي في استغراب الإعلام عن أي إخفاق فإنه سبب واحد لا غيره وهو “الدوري المحلي”، الذي ينافس إلى الآن دوريات النخبة الأوروبية، فالنادي الإنجليزي العريق شخصيته مغايرة كلياً عن منتخبه، فرق كبير عندما يلاقي المنتخب الألماني إنجلترا وعندما يلاقي يوفنتوس مثلاً أحد الأندية الإنجليزية، فاللقاء الأول نسبة الفوز للألمان هي أكبر بكثير، ولكن في الثاني فستكون المنافسة محتدمة على الأغلب، فإن النادي الإنجليزي يملك شخصية مهيبة على عكس منتخبه مهزوز الهوية، فاستغراب المذيعين والمحللين من خروج إنجلترا الدائم يكمن في سبب هو عدم التفرقة بين شخصية الدوري الإنجليزي وبين المنتخب، طفرة كبيرة جداً بين هوية الاثنين، ومازال العرب في صراع مع الذات في محاولة لتفكيك هذه الهوية المشتركة “بنظرهم” والمفككة جداً “جداً” في الحقيقة. المنتخب الإنجليزي لا يريد أن يخوض في حروف حكايات الماضي الحديث لأنه سيتوه مع دوامة الإخفاقات، لكنه يريد أن يبعث بشخصيته لعام 1966، هو بحاجة للتفتيش واستخراج الذهب في منجم الماضي واستغلاله في بناء المستقبل دون الإخلال بشخصية اللاعب في الحاضر مع ناديه، العملية صعبة جداً في ظل الوقت الحالي، شتان ما بين تجمع الإسبان في المنتخب حتى في ظل الانشقاق الحالي، وبين الإنجليز الملتحمين والذين لا يخرجون عن دائرة البريمرليغ، مازلت أذكر إحدى المباريات الودية، فعندما جاءت ليلة ما قبل المباراة، فجأة أعلنت 4 إصابات في المنتخب والسبب مجهول، لا أعرف إن كان هروباً من هذا الذي يكاد أن يمثل لهم بعبعاً “المنتخب” أو أن السبب في كف الخفاء! الإنجليز كما ذكرت يجب أن يعودوا للمستقبل، بتفكير مستقبلي طويل الأجل عموده الفقري الشخصية الإنجليزية الحقيقية المفقودة التي ذهبت مع الريح، وبمواجهة الإيطاليين الليلة فإن الإنجليز مع موعد لإثبات الذات والعودة للمستقبل المستهدف!