رسالة وصلتني تحمل الكثير مما يقال والعديد من الأفكار المنتشرة والمتداولة والتي تقرأها في وسائل التواصل الاجتماعي، وأغلبها يعبر عن نفسه بطريقة غير لائقة بأسماء مستعارة، لذلك لا أتعنى الرد بل شطب الاسم في الحال هو الرد. إنما هذه الرسالة تحمل نفس الأفكار وذات الأسئلة الحائرة وتستحق النقاش والرد، وهي أفكار لا نخشى تبادلها والاستماع لها والتحاور حولها طالما التزمنا جميعاً بأدب الحوار وأصوله. ولضيق المساحة سأستعرض اليوم الرسالة.. وغداً سنتحاور حول ما جاء فيها.. الأخت العزيزة الكاتبة / أم بسام المحترمة سلام عليكم ورحمة الله أنا من الشيعة بحريني الجنسية ومتابع باستمرار لمقالاتك حيث إني لست سياسياً ولا محللاً ولكن متابع للمقالات التي تخدم الوطن أنتقد حسب فهمي بعضها وأمدح ما أجده يصب في صالحنا والكمال لله منطلقاً من حسن ظني وثقتي بالناس واحتراماً لاختلاف الآراء. أختي العزيزة تكونت عندي بعض الملاحظات بعد قراءتي للكثير من مقالاتك، حيث اتفقت مع الكثير واختلفت مع الكثير من مقالاتك، وأنا لدي ثقة كبيرة بقدرة قلمكم في المساهمة في النهوض بوطننا العزيز لوضع يستقر فيه الجميع بمختلف ألوانهم ومذاهبهم واعتقاداتهم، وأنا حقيقة أرفض وأكره التحزب والانحياز لطرف على آخر حيث مقياسي هو المنطق والدليل والإنصاف في الحكم على الأمور. أختي العزيزة أتمنى ملاحظة التالي وأفادتي على آرائي واستفساراتي إذا ممكن إذا كان لديك وقت ولو بعد فترة: 1. أنا شخصياً انتقدت مشاركة الوفاق في البرلمان مقابل الحصول على مبالغ طائلة، حيث ينافي المميزات التي يحصل عليها النواب دعوتهم لمواجهة الفساد بينما لم أسمعكم تنتقدون الوفاق بل استقبلتم أمين عام الوفاق على تلفزيون البحرين بعمامته ولم تتخوفوا من العمامة بل قبلتم بمشاركة العمائم في البرلمان وفي السلطة التشريعية، ولكن الآن أراكم تتخوفون من العمائم وتشككون في ولاء الوفاق وجماهيرها بالولاء لإيران بعد الأحداث الأخيرة. ألا يعتبر ذلك تناقضاً لديكم. 2. أنا شخصياً انتقدت الوفاق أمام مؤيديها بقوة أثناء الأحداث بأنه كان يجب عليها أن تتحكم في الشارع وتهدئه حتى لا ينفلت الشارع السني ويعتبر الثورة قيام الشيعة ضد السنة من أجل حفظ المجتمع من التفكك والنزاع، لكن للأسف رأيت تلفزيون البحرين هو من اعتبر أن الثورة هي من أجل بسط ولاية الفقيه مما زاد من توتير الشارع السني وأدى إلى الانقسام الحاد، وللأسف لم نركم تنتقدون أو تتوجهون للإعلام لوقف البرامج الخطيرة التي كان يجب أن تعتبر الجميع أخوة وأن هذا التحرك سياسي وليس طائفياً. 3. عندما جاء جلالة الملك للميثاق توجه والتقى جميع العلماء من أجل بدء صفحة جديدة وقام العلماء بالموافقة وحث الجماهير على الموافقة على الميثاق من أجل استقرار البلد، ولم يعترض العلماء على تولي الحكم سني بقدر ما كانت رغبتهم استقرار الوطن وإصلاحه. ولكنكم الآن تهاجمون العلماء وترفضون تدخلهم في السياسة، في حين أن النظام هو من استعان بالعلماء، والنظام هو من قبل بالعمامة بالمشاركة في صنع القرار بينما أنتم تنسبونهم الآن لولاية الفقيه وتريدون أن تحملوهم سبب سفك الدماء. 4. لم نركم تدعون لمحاسبة من تسبب في قتل المتظاهرين وتسبب في فقدان الكثير من المسالمين لأعينهم، بل اتهمتم العلماء أنهم من حرض هؤلاء على الخروج وهم من يتحملون دماءهم. هل يعقل عندما يسب سني علي الخامنئي أو حتى يسب الإمام علي أن أقوم بقتله، هل تبرر مقولة إسقاط النظام قتل وتعذيب الأبرياء، لماذا لا تصرون على محاكمة الذين قتلوا وعذبوا حيث إن الدين حسب الدستور هو الإسلام والإسلام يدعونا للقصاص من القاتل. 5. نعم أنا أتفق معك ومع الكثيرين بأنه يجب علينا مراعاة وضع البحرين الإقليمي وعدم التسرع في التحول إلى نظام انتخابي لعدم رغبة السعودية، ولكن ما هو المبرر لاستمرار سيطرة قوات الأمن الأجنبية على الوطن، ألا ينافي هذا دعوتنا للوفاق بالرجوع لحضن الوطن والتخلي عن الارتباط بالخارج إذاً كيف يقوم النظام بالاستعانة بالأجنبي لحفظ أمننا ونحاول أن نعتبر الوفاق عميل إيراني. أنا من قام باعتقالي من الشارع أيام أحداث التسعينات بدون جرم ولا سبب باكستاني، حيث قام بتعذيبي والقول لي بأني حمار بن (..). وتم الإفراج عني ولم يحاسب الباكستاني على فعله. 6. إذاً هل توتير الشارع هو متعلق بالوفاق ومشاركتها أم متعلق بتحقيق مطالب عادلة تكفل للجميع العيش بأمان وأولها التخلص من هيمنة الأجنبي على بلادنا بقوة السلاح وإعادة الثقة بجميع البحرينيين سواء سني أو شيعي. هل مشاركة الوفاق في البرلمان تضمن الأمن والسلام إذا كان أساس التعامل مع المطالب الشعبية هو تعامل أمني بحت. صدقيني أريد أن أفهم أين مشكلة الوفاق في الأزمة، حيث إني لست وفاقياً ولن أكون وفاقياً، ولن أكون سياسياً وإنما على العكس مستعد أن أتهم الوفاق بأي جريمة قامت بها ولكن حتى سكوتها وعدم وقفها لهيجان الشارع وانسحابها من البرلمان لم يأت إلا حين تم قتل أكثر من 5 من المواطنين الأبرياء. 7. ما هي الفائدة من البحث في كتب إيرانية تبين بأن الإيراني لديه نزعة السيطرة بوضعنا السياسي، وهل يعتبر هذا تحريضاً على الشيعة في البحرين. وما دخلنا نحن ببغض الفرس للعرب، وهل يمكننا التعميم على كل الفرس بأنهم يبغضون العرب، حيث إن حركة حماس السنية لديها علاقة مع الفرس ودولة الكويت لديها علاقة مع الفرس وسلطنة عمان كذلك إذاً لماذا نستعدي بعضنا البعض والرسول يقول لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.. أتمنى أن أحصل على إجابات وافية لتساؤلاتي مقدراً لك جهودك في خدمة الوطن.. أخوكم / السيد علي