في السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة، جاءت الذكرى السابعة للبيعة في ظل المنجزات الضخمة والتحولات الكبرى التي حققتها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في مختلف الجوانب التعليمية والاقتصادية والزراعية والصناعية والثقافية والاجتماعية والعمرانية، حيث بلغت آخر ميزانية للمملكة 690 مليار ريال وتمثل أكبر ميزانية في تاريخ المملكة العربية السعودية. إنها مناسبة عظيمة وتاريخية تدون بأحرف من نور في أرشيف التاريخ البشري الناصع الذي لا ينسى تلك المناسبة، ويفتخر بها ليس فقط كل مواطن ينتمي لوطن المعطاء بل كل عربي ومسلم يتجه بوجهه في اليوم والليلة خمس مرات إلى الكعبة المشرفة، إلى أرض الحرمين الشريفين الكريمة. إن هذه المناسبة -البيعة- تمثل فرصة سانحة لاسترجاع -في عجالة- ما تم تحقيقه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بدءاً من توسعة الحرم المكي، التي تعد أكبر توسعة يشهدها الحرم الشريف عبر التاريخ في جميع النواحي ليصل إجمالي المصلين الى أكثر من مليوني مصل، إضافة إلى توسعة صحن الطواف، التي عملت على انسيابية حركة الطواف واستوعبت عددا أكبر من الحجاج والمعتمرين، إضافة إلى تكييف ساحات المسجد النبوي الشريف وتظليلها، وكذلك مشروع جسر الجمرات الذي جعل عملية رمي الجمرات ونفرة الحجيج في منتهى السهولة واليسر. هذا علاوة على مشروع قطار الحرمين الذي يخدم حجيج بيت الله. وفي عهده -حفظه الله- أيضاً تطور التعليم بشتى أصنافه وأنواعه، حيث رفده حفظه الله بـ 9 مليارات ريال، وارتفع عدد الجامعات الى حوالي 50 جامعة ما بين حكومية وأهلية، وتم إنشاء أفضل جامعة على مستوى المنطقة -جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا- التي تعتبر مفخرة للتعليم الجامعي، هذا علاوة على تدشين برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي أضحى يمثل جسور التواصل المعرفية بين المملكة وكثير من دول العالم لتصل أعداد الطلبة السعوديين إلى ما يزيد على المئة وأربعين ألف مبتعث ومبتعثة، وأضحى هؤلاء الطلاب سفراء محبة وعلم وسلام. كما تم في عهده -حفظه الله- إنشاء المدن الاقتصادية الحديثة؛ فأنشئت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة، ومدينتي جازان وحائل الاقتصاديتين. هنا نستذكر كلمته حفظه الله أثناء توليه مقاليد الحكم في المملكة حينما قال (أشعر أن الحمل ثقيل والأمانة عظيمة استمد العون من الله -عز وجل وأسأله سبحانه وتعالى- أن يمنحني القوة على مواصلة السير على المنهج الذي سنه مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز -غفر الله له- واتبعه أبناؤه البررة وأن يكون الإسلام منهجي وشغلي الشاغل، وإحقاق الحق وإرساء العدل والعمل على خدمة المواطنين كافة بلا تفرقة). لقد وعد فأوفى، ونودي فلبى، فهنيئاً للمملكة بقائد حكيم ووطن خير وشعب عزيز، ومهما كتبنا ودوَّنا ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ البيعة وحتى اللحظة، لاحتجنا إلى مجلدات من الطراز الكبير لتدوين منجزاته على كل الصعد حفظه الله. ونختم هنا بأحر تعازينا للمملكة قيادة وشعباً وذلك في رحيل رجل الأمن الأول صاحب السمو الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، الذي استطاع بحنكته وقوة شكيمته دحر دابر الفئة الضالة التي ضلت الطريق وأضلت آخرين، ولا ننسى في هذا السياق أن نهنئ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالثقة الملكية التي أولاه إياها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وذلك بتعيينه ولياً للعهد. حفظ الله بلاد الحرمين من كل سوء ومكروه.