على غير المألوف في سلوكياتنا وأخلاقياتنا بل وفي تركيبتنا الاجتماعية وتاريخنا الرياضي البحريني بدأنا نستشعر خطر ظاهرة غريبة تطل علينا برأسها لتفسد الطاقات الإلهية التي وهبها الله لشبابنا الرياضي! إنها آفة المنشطات المحظورة في المنظومة الرياضية والتي بدأت تتسلل إلى ملاعبنا في زمن ما يسمى بالاحتراف وهو في واقع الأمر انحراف ما بعده انحراف! سمعنا أول ما سمعنا بهذه الآفة في ملاعبنا الرياضية من خلال رياضة كمال الأجسام والتي بسببها برزت مشكلات عديدة وخسرنا خلالها بعض الأوسمة الرياضية، إضافة لما سببته من تشويه لسمعة اللعبة على المستوى الخارجي والسبب التسابق غير الشرعي للظفر بالأوسمة الرياضية وما يتبعها من مكافآت مادية هي أهم ما يتطلع له اللاعب في وقتنا الحاضر! بعدها انتقلت العدوى إلى أم الألعاب فخسرنا بطلاً شاباً كان الكل يعلق عليه آمالاً عريضة فإذا به يسقط في هذا المستنقع المأساوي! ولم يتوقف الأمر عند هذا البطل اليافع بل إننا مازلنا نتحسر على الميدالية الذهبية الأولمبية الأُولى في تاريخ البحرين والتي تحققت في أولمبياد بكين قبل أربع سنوات وتم سحبها في ما بعد بسبب ثبوت تعاطي مواد منشطة محظورة بددت فرحتنا وألقت بالبطل البحريني خلف الشمس! هذه الآفة الخطيرة بدأت في محاولة جديدة لاقتحام الألعاب الجماعية لتصبح عواقبها الوخيمة أكثر ضرراً مما لو كانت في الألعاب الفردية. ففي الألعاب الفردية يتحمل اللاعب المسؤولية بنفسة وينال العقاب المترتب على خطيئته بينما في الألعاب الجماعية يتسبب اللاعب المخطئ في خسارة الفريق بأكمله حتى وإن كان الإيقاف سيشمله لوحده! لقد بدأت اللجنة الأولمبية الدولية تهتم بمكافحة هذه الآفة منذ أكثر من ربع قرن من منطلق الحفاظ على القيم والمبادئ الأولمبية التي تركز على التنافس الرياضي الشريف وتدحض كل محاولة لإفساد هذا التنافس، ولعلنا نتذكر حادثة العداء الكندي بن جونسون في أولمبياد سيؤول عام 1988 التي اضطرت اللجنة الأولمبية الدولية لتشديد الرقابة على الرياضيين من خلال منظمة عالمية متخصصة تُعنى بمكافحة المنشطات في المجال الرياضي انبثقت منها منظمات إقليمية في مختلف مناطق العالم لضمان الرقابة الدقيقة على هذه الظاهرة السلبية التي تريد أن تعصف بالرياضة ومبادئها السامية. ونحن في البحرين ولله الحمد لسنا بمعزل عن العالم في مجال مكافحة المنشطات الرياضية. فاللجنة البحرينية المختصة تواكب آخر المستجدات وتسعى لوضع الخطط الهادفة للتصدي لهذه الآفة الخطيرة وهو ما يجعلنا أكثر اطمئناناً على مستقبل رياضيينا الذين نناشدهم من هذا المنبر لتوخي الحيطة والحذر من تناول أي مواد منشطة محظورة، كما نناشدهم بضرورة الاطلاع على كل الوسائل التثقيفية والإرشادية الدالة على أنواع المنشطات المحظورة ومخاطرها على مستقبلهم الحياتي والرياضي.