ذات مرة كنت مع صديق نريد الذهاب في مشوار، فتعطل الطريق وتوقفت السيارات التي أمامنا، وشاهدنا تصاعد الأدخنة من أمام السيارات فعرفنا أن هناك من قطع الطريق وقام بإحراق الإطارات، وهذا يحدث لأهل البحرين بشكل يومي، فلا غرابة بعد أن تحوّل رجال الأمن إلى إطفائيين!!
غير أن الصديق قال كلمة بقيت في ذهني: “ألا تلحظ أننا اعتدنا على الحرائق، أصبح الأمر مألوفاً؟ ألا تلاحظ أن حالة الغضب الشديد من الحرائق بدأت تخبو بسبب اعتيادنا على الإرهاب؟”.
فقلت له: والله إن ذلك صحيح رغم استياء الناس جراء تعطل أعمالهم، فمنهم من لديه عمل ودوام، ومنهم من يريد الذهاب للمطار، ومنهم من يريد الذهاب للمستشفى، ومنهم من يريد أن يسرع للحاق بابنته لأخذها من المعهد أو المدرسة، ومنهم من تحترق سيارته جراء إلقاء المولوتوف بشكل عشوائي على المارة، إلا أن حالة التعايش مع الحرائق أوجدتها الدولة فينا، فنحن لا نلوم الإرهاب، هذا قد يظهر في أي دولة، لكن نلوم من ترك الإرهاب يكبر، تركه يتغذى، بل موَّل أطرافاً هي تموِّل الإرهاب، أو سكت عن تمويل الإرهاب وهو يشاهد التمويل يذهب إليه.
في لحظة.. وأنا أشخص حالنا منذ الثمانينيات إلى يومنا هذا، قلت في نفسي؛ أما آن لهذه الدولة أن تستفيق؟
كل 10 سنوات محاولة انقلاب جديدة، وكل محاولة أقوى من التي قبلها، ألم تصحو الدولة بعد؟
ماذا نسمي الدولة التي ترى الانقلابات تحاك لها وهي تضع يدها على خدها تنتظر انقلاباً تلو آخر؟
أو إن هذه الدولة تظن أن ذلك من الديمقراطية، أو إن أصحاب الانقلابات يريدون الديمقراطية، إن صدقنا ذلك فنحن سذج، وإن صدقته الدولة فإنها كذلك.
أي ديمقراطية دون كرسي الحكم ؟ فلن ترضى عنها أيادي الانقلابيين، أي ديمقراطية دون الاستيلاء على البحرين لن يرضى عنها أتباع الولي الفقيه، التاريخ والتجربة تقول ذلك.
فإن طالبوا برحيل مسؤول فإنهم غداً يطالبون برحيل غيره، حتى وإن سكتوا عنه اليوم، لن تعني لهم الأسماء شيئاً، الهدف واحد هو الاستيلاء على النظام والحكم وتحويل البحرين إلى ولاية إيرانية من الداخل، وليس باحتلال إيراني.
من الغريب جداً أن الدولة -وهي التي تمتلك كل شيء وتمتلك الموارد- تتفرج على من يخطط لزوالها، ولا تفعل أي شيء لوقف الإرهاب، أو وقف الانقلابات، أو تفتيت أيادي الإرهاب، أو سحب جنسية الانقلابيين والإرهابيين.
الانقلابي يخطط والدولة تتفرج، وهذا عبر العصور ربما لم يحدث، من يستهدف السيادة وأمن المجتمع والانقلاب على الشرعية والأسرة المالكة يجب جعله يندم على كل ذلك بالقانون، وإلا فإننا لن ننتظر عشر سنوات أخرى، المحاولة القادمة قد تكون قريبة فكل شيء متاح، وأيادي الخيانة عادت إلى أماكنها في الوظيفة، بل إننا كدولة أعطينا أنموذجاً فريداً في تقبيل يد الانقلابي حين جعلت الدولة الانقلاب الأخير مدفوع الأجر منها بأثر رجعي..!
من استهدف أمن البحرين وأمن المجتمع، يجب أن يقصم ظهره، من يرهب ويحرق ويقتل يجب أن تطبق بحقه أقسى العقوبات وتسحب جنسيته التي تفضلت الدولة مشكورة ومنحتها إياه.
الدوار ذهب إلى غير رجعة، لكن ما يعنينا المستقبل، فإن لم نتعلم مما جرى لنا فلا خير فينا، ولا عقل لنا، التفكير في مستقبل البحرين وأهلها يجعلنا نقول كم محاولة انقلاب أخرى تنتظرون؟
هل مازالت الدولة تتفرج على من يدبر لها الانقلابات ومن ثم تعفو عنه (رحمك الله يا نايف بن عبدالعزيز حب الناس لك كان بسبب رجولتك ومواقفك، وصلابتك، فحين شاهدت حجم الفرح عند الخونه بوفاتك، عرفت انك رجل بحجم أمة) فاللين والتراخي يجعل الأقزام تتطاول وتتضخم وتكبر وتشعر أن الآخرين ضعاف..!
لن يغفر التاريخ لمن يسلمون أنفسهم ورقبتهم للخائن، التاريخ لا يرحم، ولا يجمل الحقائق.
نداء من موظفي «الغرفة» إلى رئيس الوزراء
وجه موظفون من غرفة التجارة رسالة إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان وذلك بسبب قيام المسؤولين بالغرفة بتشكيل لجنة من (أعضاء وعد والوفاق) من أجل إقالة موظفين بحرينيين من وظائفهم باتهامات زائفة يقولون فيها إنهم من سرب معلومات عمن أضربوا في الأحداث..!
مسؤولو الغرفة عاجزون ويتفرجون، لذلك نوجه هذه الرسالة إلى سمو رئيس الوزراء للتحقيق في الموضوع.
ما يحدث في غرفة التجارة هو محاولة استيلاء عليها من الداخل، وترك الواجهة لأشخاص بعينهم.
لا يفرح بموت الذئاب إلا الكلاب..!
قيل إن الأمير بدر بن عبد المحسن قال بعد وفاة الأمير الرجل الصلب نايف بن عبد العزيز قال: “عندما مات عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرحت الشعوب الأعجمية الفارسية والمجوسية، واليوم يفرح ذات الأشخاص في الخليج بموت الأمير نايف، كهذا يموت العظماء ولا يفرح بموت الذئاب إلا الكلاب”..!
هل صحيح احتفال مدرسات بموت «نايف»؟
نقول لوزير التربية والتعليم هل صحيح أن مدرسات (وقد عُلمت أسماؤهن واحدة واحدة) قد احتفلن يوم أمس بالمدارس بموت الأمير نايف بن عبدالعزيز؟
الوزارة دائمة النفي، لكن إن حدث ذلك ولم تتخذ إجراءات قاسية، فإنه عار على الوزير الصمت.
أقول هل صحيح بلغة قانونية، وأنا أعلم أن ما يحدث في مدارسنا من طائفية تعجز يا سعادة الوزير في أن تضبطه بالقانون، لك الله يا مدارس البحرين، فقد تحولت إلى التوظيف الطائفي سنوات وسنوات، لذلك حدث الإضراب، وخرجت مسيرات تطالب بإقالة الوزير..!
من وقفوا مع الوزير هم من عانى الأمرين من التهميش، ومن أعطاهم ماء عينه وأغدق عليهم خرجوا عليه يطالبون بإقالته.. لله درك يا مدارسنا..!