صدقوني، ليست تصريحات استفزازية أبداً تلك التي أطلقها السفير الإيراني السابق في باريس صادق خرازي بأن إيران بإمكانها احتلال البحرين -لو أرادت- في غضون بضعة ساعات باستخدام قوات الرد السريع. أبداً ليس استفزازاً، بل هو تعبير عما يختلج في قلوبهم، ومثلما نقول “كل إناء بما فيه ينضح”، فالساسة الإيرانيون مهما تبدلت الحقب وتغيرت طريقة إدارة الجمهورية لديهم فإن “احتلال البحرين” يبقى لديهم حلماً أثيراً كانوا ومازالوا يحلمون به. بيد أننا هنا لابد من شكر خرازي على كلامه، خاصة حينما أورد كلمة “الاحتلال”، إذ هو تأكيد في مقام أول بالحقيقة التي يخفونها دائما بأن البحرين ليست تابعة لهم ولن تكون، وما مطامعكم فيها إلا مطامع “احتلالية”. قد يقول “الأذيال” الآن بأنها تصريحات مسؤول سابق خارج من سلك الحكومة ولا تمثل شيئاً، لكننا لا ننسى هنا أنه تصريح جديد يضم إلى سلسلة طويلة من التصريحات التي تتصدرها تصريحات شخصيات رسمية كلها تستهدف سيادة وعروبة البحرين وكلها تكشف النوايا الإيرانية في “احتلال” البحرين. يقرأ الناس تصريحات خرازي وعلى الفور يتساءلون عن موقف حزب الله البحريني منها، وهل ستصدر عنه إدانة وشجب واستنكار. يا جماعة، المغفل وحده من يضيع وقته في البحث عن إدانة “العبد” لـ«سيده” و«ولي نعمته”. ألم يقولوا إنهم سيوف في غمد أسيادهم، خدم لهم سواء لممثلي النظام الإيراني في الداخل، أو لمسؤولين إيرانيين ذهب لهم من يدعون الولاء للبحرين ليقولوا لهم نحن “خدمكم”. مجنون من يبحث عن إدانة منهم. المفارقة أن تصريحات خرازي هذه يرقص عليها من ينتظر اللحظة التي يقيم فيها احتفالاً صاخباً بمناسبة سقوط البحرين، يهتف لها من يريد لإيران أن تأتي بقواتها لـ«تحتل” البحرين، من “يبح” صوته وهو ينهش لحم بلده في القنوات الإيرانية ليلاً نهاراً. لن نلوم خرازي أبداً، فهو يرى أن بلاده قادرة على احتلال البحرين في ساعات، لا لاعتبارات القوة العسكرية فقط، بل لأنه يعرف تماماً بوجود “طابور خامس” لدينا في الداخل، طابور يدعي أنه “بحريني” وأنه يحب هذه البلد، لكنه في اللحظة الحاسمة سيخلع كل رداء بحريني ويهتف باسم المرشد الأعلى والولي الفقيه. لا يتحدث أحد بهذه الصلافة والوضوح إلا حينما يعلم أن هناك في البلد الذي ينوي “احتلاله” أناساً يقبلون ببيع بلدهم برخص التراب. هنيئاً لهم وقوف إيران معهم، هنيئاً لكم “العمالة” و«الخيانة” التي تؤكدها التصريحات الإيرانية الدائمة وأنتم تسمعون وتسكتون ولا تنبسون بكلمة واحدة. يبقى التأكيد هنا وسط الأطماع الإيرانية الموجودة والباقية بأن البحرين لن تسقط في سويعات، أتظنون أن هذا البلد خالٍ من المخلصين الذين يقبلون بالموت فداءً له عوضاً عن القبول بأن يكونوا عبيداً لدى “محتلين”؟! أتظنون أن البحرين ستفتح أيديها محتضنة قوات احتلال غازية؟! هذه الأرض لن تذهب لقمة سائغة، ولن تسقط طالما فيها أبناء مخلصون يدافعون عنها. حاولوا طوال عقود مضت احتلال البحرين، حاولوا أخذها حتى من خلال الأمم المتحدة، حاولوا بكل فعل ممكن، لكنهم فشلوا، واليوم يحاولون مجدداً ومحاولتهم أقوى بكثير، إذ بالنسبة إليهم هي فرصة سانحة طالما أنه تكشف لهم وجود من يدين لهم بالطاعة، وولاؤه أقوى لهم من بلده الذي احتضنته وأكل من خيره. بائعو البحرين، هنيئاً لكم حضن إيران، وليتكم تذهبون لها سلفاً منذ الآن لتجربوه.