السبت الماضي؛ مباشرة بعد الإعلان عن رحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية رحمه الله، عبر البعض عن “أصله” بطرق لا تمت إلى الإنسانية بصلة، حيث اعتبر هذا البعض الذي أكد أنه قليل أدب وقليل ذوق ذلك الخبر الحزين سبباً لنقيضه، فملأ بتغريداته القبيحة مواقع التواصل الاجتماعي متناسياً أنه لا شماتة في الموت وضارباً بعرض الحائط كل الأعراف والتقاليد الإسلامية والعربية والخليجية. شخصياً لم أتوقع أن يكون بين “المعارضة” من ينحدر إلى هذا المستوى فيستغل مناسبة حزينة كهذه لإفراغ ما في جوفه من حقد دفين ويخلط بين المواقف السياسية والمواقف الإنسانية، ولم أتوقع أن يصمت “قادتهم” عن تصرف أهوج مثل هذا التصرف البعيد عن الذوق وعن كل ما يمت إلى الإنسانية بصلة، فهذا أمر مؤلم، أما الأكثر إيلاماً فهو أن من الذين شاركوا في هذه الحماقة أفراد يفترض أنه لايزال في رؤوسهم شيء من العقل مثل قاسم الهاشمي الذي يمتطي فضائية السوسة يومياً ينادي بمبادئ لا يطبقها، ومثل (أمين عام) إحدى الجمعيات السياسية الذي استكثر على الجمعيات السياسية حتى إرسال برقية تعزية لخادم الحرمين الشريفين. هذا التصرف الأحمق والانحدار إلى هذا المستوى شارك فيه للأسف آخرون ممن يفترض أنهم “عقلاء ورموز” وهو أمر يعبر عن هزالة ما يسمى بالمعارضة وبعدها عن السياسة أيضاً وليس فقط عن اللياقة والكياسة والذوق والأدب. أبداً ليست هذه أخلاق الإنسان البحريني، حيث البحريني (الأصيل) ينسى كل خلاف بينه وبين الآخر الذي ابتلاه الله بمصيبة ويبادر لا إلى الأخذ بخاطره فقط ومجاملته ولكن إلى وضع كل إمكاناته تحت تصرفه. إن رحيل سياسي فذ بقامة الأمير نايف مصيبة ليست بالهينة على المملكة العربية السعودية وعلى دول مجلس التعاون بل على الأمتين العربية والإسلامية قاطبة يتوقع معها المرء أن يترك السياسيون خلافاتهم جانباً ويسارعوا إلى القيام بالواجب لا خذلان المبادئ الإنسانية. بالتأكيد سينبري بعد قليل من “المعارضة” من يقول إن من قام بتلك الأفعال “اشوية جهال” وأن فعلهم هذا لا يعبر عن المعارضة ولا يمثلها وقد يقومون بمعاتبتهم، لكنهم للأسف لن يقوموا بأي فعل غير هذا النفي المردود عليه، وبالتأكيد لن يتجرؤوا على القول إن الهاشمي ومن شاركه فعله الآثم ذاك من ضمن “اشوية الجهال”. الأعمار بيد الله، والموت علينا حق، والموت الذي اختطف الأمير نايف سيختطف آخرين مؤثرين في أقوامهم، لكنهم لن يجدوا بين العرب من يشمت أو يفرح، فالموت ليس مجالا للشماتة وليس من دواعي الفرح. ما قيل في ذلك اليوم وما بعده سواء من بعض البحرينيين أو غيرهم أمر غير مقبول وينبغي شجبه من “المعارضة” ولا بد من وقفة مراجعة حقيقية تقوم بها “المعارضة” فهذا لمصلحتها، ولا بد من محاسبة من تجاوز حدوده من عناصرها (إن لم يكن ذلك تنفيذاً لتوجيهات صادرة منها)، ذلك أن معارضة بهذا المستوى لا قيمة لها ولا وزن، وهي إن رأت أن ما فعله أولئك خطأ فعليها أن تتخلص منهم وأن تعلن على الملأ أنها ضد ما قالوه وما فعلوه وأن تبادر بتقديم اعتذار عملي بالسفر لتقديم التعازي، فهي إن لم تبادر بتنفيذ هذه الخطوات فإنها تكون شريكة في ذلك الفعل ومحرضة عليه وبالتالي لا تستحق أي احترام. رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وأسكنه فسيح جناته، وعزاؤنا أنه سعى في الخير فكان فيه أمير وسعى لتطوير الناس من حوله فنجح.. إلا مع القليل منهم!
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90