القانون فوق الجميع، هذا ما نعرفه ولكننا نراه في بلادنا لا يطبق على الكل فنرى من عيسى قاسم الذي يحرض في وضح النهار ومن على منبر الجمعة حراً طليقاً ولا حتى تم استدعاؤه للتحقيق معه فيما قاله من دعوة لقتل رجال الأمن، ومن بعده خرج علي سلمان يهدد قوة الدفاع بأنه بفتوى يمكن أن يثير الشارع ويحرق الأخضر واليابس، وسيخرج غيرهم ليقول أكثر لأنهم يدركون بأنه لن يتم محاسبتهم وبالتالي “من أمن العقوبة أساء الأدب”، وهذا ما يحصل حالياً نلاحظ تعطيل تطبيق القانون المفترض أن يكون على الجميع دون أية استثناءات. دعوة علي سلمان صريحة للمزيد من العنف واستهداف رجال الأمن بل ويؤكد اعتزازه بالجرائم التي وقعت ضد قوات حفظ النظام وكأننا أصبحنا دولة داخل دولة، وهو ما يحتم على الدولة ألا تسمح لمثل هؤلاء بالتطاول على الجيش وعليها ألا تستهتر بمثل هذه التهديدات وان تأخذها على محمل الجد، وأن تكون الأجهزة الأمنية يقظة في مواجهة المخربين واستخدام القوة في ردعهم ومنعهم من زعزعة الأمن والاستقرار الذي أصبحنا نفتقده ونسمع كل يوم حادثة آخرها مقتل الشهيد أحمد الظفيري الذي لقي حتفه بسبب أعمال الإرهاب التي تنتهجها من تسمي نفسها معارضة. بعد ما قال علي سلمان في خطابه لم يعد التهديد اليوم بالمولوتوف والأسياخ والقنابل المصنعة محلياً بل وصل الأمر إلى أن يهدد قوات الجيش، وهو ما يعني أن هذه المعارضة غير الوطنية تسعى إلى حرب طائفية تقارع فيها أفراد قوات الجيش التي تعتبر من الثوابت وهي بمثابة الخط الأحمر الذي لا يمكن أن يسكت شعب البحرين بأكمله حينما يتم التعرض لشخص القائد العام ورجاله البواسل من قواتنا المسلحة، وليعلم علي سلمان ومن يقف خلفه بأن المخلصين من هذا الشعب لن يسكتوا أبداً إزاء أي تهديد لقوة الدفاع. الغريب في الأمر أن تهديدات علي سلمان جاءت متزامنة مع زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان مايكل بوسنر، وكأنه ضغط على الدولة بالإفراج عن الإرهابيين في مقابل إيقاف التخريب والجلوس على طاولة الحوار مع من كان يدعو لإسقاط النظام ورحيله وسحق رجال الأمن ويريدون تسليم البحرين إلى إيران، وهذا مرفوض تماماً لأن أغلب الشعب يقف مع عروبة البحرين وحكم أسرة آل خليفة لها. كما إن مَن أخلص ووقف إبان الأزمة التي مرت بها البلاد في وجه من أراد أن يخطفها ويسلمها لإيران نراه اليوم لا يشعر أنه يتم الالتفات لمطالبه التي تدعو دائماً إلى تطبيق القانون ضد المخربين الذي وضعوا ولازالوا أيديهم في أيدي إيران، فتيار تجمع الفاتح الذي احتشد وقال كلمته وثبت قواعد الوطن وأعطى الرأي العام العالمي صورة واضحة بأن الشعب يقف ضد ما تريده المعارضة وموالوها، وقالوا حينها بأننا موجودون ولا يمكن لأحد أن يتجاهلنا ويتجاهل مطالبنا، ولا يمكن أن نرضى بالتنازل لمن خان الوطن، وبالتالي لا نريد مصالحة أو حواراً مع من استرخص دماء رجال أمننا والأبرياء الذين سقطوا بسبب أعمال هؤلاء الإرهابية. لا نريد حواراً مع جمعية الوفاق التي تسعى إلى أن يكون الحوار معها وحدها وفق شروطها وهي تريد بذلك تهميش باقي القوى الوطنية وعلى رأسها تيار أهل الفاتح، ونحن نقول لها بأن ذلك بعيد المنال ولا يمكن أن يكون إلا من خلال الجميع في الجلوس على طاولة، وبالتالي اليوم يجب على كل الجمعيات السياسية أن تتخذ موقفاً قوياً بل وحازماً بأن الحوار المقبل غير مقبول قبل أن تعترف الوفاق ومن يتبعها بل وتقر بمسؤوليتها على كل ما جرى منذ فبراير 2011 وحتى اليوم وليس ذلك فقط بل وتعتذر لشعب البحرين وبعدها يتحدثون عن المصالحة والحوار. ^ همسة.. الحوار ينشده الجميع ونريد بالبحرين الخروج من الأزمة ولكن بدون أي تهميش للقوى الوطنية الأخرى أو تجاهل لأهل الفاتح الذين وقفوا بالآلاف ضد من أراد حينها بيع الوطن للأجنبي!