هدية الوفاق لشعب البحرين الصائم في أول أيام رمضان وقبل الإفطار بساعة ونصف سد وتعطيل 25 شارعاً في وجوههم، بصراحة قمة (الهسترة) والتخبط والضياع.
لقد خسرتم كل أوراقكم وخسرتم كل أصدقائكم، وبدا الجمع ينفض من حولكم، وبدأت وسائل الإعلام تكتشف حملة تضليلكم لها، والسفراء الواحد تلو الآخر يكشف كذبكم وادعاءاتكم، حتى الداعمين لكم يصفونكم في جلساتهم الخاصة بالغباء + قلة الخبرة، وبأنكم ضيعتم فرصاً عديدة كان بإمكانكم أن تخرجوا منها بصورة المنتصر، لكن الغباء وقلة الخبرة داء مستفحل لا دواء له عندكم.
فحتى الخبرة ترفضون اكتسابها وتصرون على أن تبقوا في مرحلة الحضانة السياسية يقودكم مراهقون بدلاً من أن تقودوهم.
أتدرون ما أنتم فاعلون الآن بهذه الخطوات الجديدة التي تطلقون عليها جمعة عشر نقاط، وجمعة خمس وعشرين مسيرة، وغيرها من البطيخ الهستيري الذي تفتق عنه عقلكم المفلس؟ إنكم ستستفزون وستحتكون مع الأهالي الآن لا مع الأمن، خصوصاً والناس صيام وأعصابهم متوترة، فليكن في علمكم أن من يحميكم من الناس هم رجال الأمن، رجال الأمن هم الذين يحولون بين الناس وبينكم، الناس تعض على النواجذ تاركة حل المسألة لرجال الأمن على أمل أن يردعكم القانون، بل إن الناس بدأت تضغط على الدولة وعلى الأجهزة الأمنية تتهمهم بالتساهل معكم وترككم تعيثون في الأرض فساداً معطلين مصالحهم.
الناس تريد أن تقضي مصالحها وتذهب لأسواقها ولقضاء حوائجها، الناس تريد أن تمارس حياتها وذلك حقها الذي تريدون سلبه وفرض بلطجتكم عليه، فلا تخسروا أكثر مما خسرتم، لم يبق إلا ورقة الاصطدام بالناس في الشارع فهل أنتم بحاجة لهذا الجنون؟ إن فشل الرجال المختصون في الضبط فسيحدث ما لا يحمد عقباه.
إذا السفير الروسي قال إنكم “أصبحتم لا تحتملون”، فما بالكم والبحرينيون الذين سئموا قطع الطريق عليهم وتأخيرهم وتعطيلهم وتعريضهم للخطر والذين هجروا مناطقكم.
تلك المناطق التي كانت من أجمل بقاع البحرين أصبحت كئيبة موحشة جدرانها ملطخة أسفلتها محروق تمر بها وتتحسر ويعتصر قلبك على وطنك، كيف كانت قبل عام ونصف وكيف أصبحت. أين عقلاؤكم؟ أين مفكروكم؟ ألا يدلكم ما تبقى من عقل لديكم بأنه لو كان هناك ذرة ذكاء سياسي لعلمكم أن المرحلة الآتية يجب أن تكون هادئة تعيدون حساباتكم فيها تفكرون في كيفية وصل الحبل الذي قطعتموه مع شركائكم في الوطن، خصوصاً وأن هناك أكثر من يد ممكن أن تمتد إليكم تنتشلكم من غرقكم، من هذا العبقري الذي أشار عليكم بهذه الحركة الهستيرية التي ستقضي على البقية الباقية بعلاقتكم بالآخرين؟ ومتى في رمضان؟
من اقترح عليكم هذه الحركة عدو لكم، يريد أن يقضي على ما تبقى لكم من داعمين، إنكم بهذه الحركة لا تضغطون على السلطة، السلطة نجحت في حرب الاستنزاف التي أجبرتموها على خوضها معكم، كان نفسها طويلاً معكم وكانت (عاقلة) إلى أبعد حد وكانت متأنية، فشلتم في حرب الاستنزاف التي خططتم لها، واستنزفتكم ولم تستنزفوها، هل تعتقدون أن هناك سلطة تتحمل 527 مسيرة غير قانونية صاحبتها أعمال شغب وتخريب خلال 180 يوماً؟ ومعها 88 مسيرة قانونية، أيضاً تنتهي بتخريب وتعطيل لمصالح الناس؟ بمعنى أن الأمن تعامل مع أكثر من 600 مسيرة خلال 180 يوماً، لم يكن الأمن هو من تعامل مع هذا الخراب والتدمير، بل الناس هي التي تحملت 600 عمل تخريبي في 180 يوماً، دلوني على بلد تحمل ما تحملته البحرين منكم؟ دلوني على شعب صبر على مخربين وإرهابيين كما صبر عليكم وأنتم تستفزونه وتعطلون مصالحه وتعارضونه.
لقد صبر الناس عليكم صبر أيوب انتظاراً لإنفاذ القانون والانتهاء من هذا التخريب وهذا الشغب.
لا تريدون الإقرار بالهزيمة ولا يمنعكم من إعلان الهزيمة سوى مكابرتكم، لا بأس.. ذلك خياركم وتلك حرية تعبيركم، ولكم أن تعملوا وتشتغلوا بالسياسة وفق قناعتكم، إنما لا تزيدوا طينكم بلة بالاحتكاك بالناس، بالاصطدام بهم، بمواجهتهم، لقد بدأت الناس تضيق ذرعاً بكم وتضيق ذرعاً بالحكومة التي تمارس ضبط النفس معكم إلى درجة غير معقولة.
حين تدعو جمعية سياسية لمخالفة القانون كما تفعلون، وتتركها الدولة تعيث في الأرض فساداً، فإن ذلك ضغط على الناس لا على الدولة، ومواجهة مع الناس لا مع الأمن، فاستعيذوا بالله وحكموا عقولكم، ورمضان فرصة لمراجعة النفس بهدوء وصفاء، أعاده الله على البحرين وهي تنعم بالأمن والأمان وأصلح اللهم ما في النفوس
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90