في الإسكندرية رشق محتجون غاضبون وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالأحذية وزجاجات الماء الفارغة والطماطم الفاسدة، وأسمعوها ما طاب لهم من الهتافات بداية بعبارة “اخرجي من بلادنا” و«زيارتك غير مرحب بها”، ونهاية بهتاف طويل متكرر بإيقاع موسيقي حماسي باسم غريمتها فتاة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، في تذكير لتفاصيل فضيحة زوجها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ولسان حالهم يقول “كيف لمن لم تستطع الحفاظ على زوجها أن تحافظ على أمن بلدنا”.
الطماطم الإسكندرانية كانت فاسدة، على ذمة مغرد تويتري، اعترض على كلمة هيلاري التي قالت فيها (إن من رشق الموكب بالطماطم كان هدراً وخسارة)، واعتبرها تذكيراً بالوضع الاقتصادي المتردي لمصر المحروسة وأهمية المساعدات الأمريكية، المغرد الإسكندراني قال (لا يمكن إهدار الثمار الفاسدة لأن مكانها الطبيعي في حاوية للنفايات، لذا لا يوجد خسارة في رميها باتجاه شخص غير مرغوب فيه).
ومن المفارقات الغريبة أنه في نفس اليوم كانت إدارة حملة الرئيس الأمريكي أوباما قد نشرت على موقعها الإلكتروني صوراً لجولة أوباما في ولاية فيرجينيا وهو ينتقي ويشتري الطماطم من أحد أسواق الولاية، فهل للطماطم إشارة ما لا يعرفها إلا من أنبتها وجعلها غذاء لبني البشر من عرب وعجم؟ أحد الإخوة الذين يتمتعون بحس الدعابة قال إنها إشارة على عمق الخلاف بين أوباما ووزير خارجيته وهو يتشفى بها على الطريقة الأمريكية.
أعتقد أن من أهم رسائل موقعة الطماطم أن الشعب المصري بدأ يشعر بالضيق من حشر إدارة أوباما أنفها في كل شيء في مصر، وكذلك عدم ثقتهم بالنصائح الأمريكية التي تتدور بشكل كامل في فلك الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، حتى لو كانت الضريبة تسدد من أرواح أبناء مصر.
أنا شخصياً أعلنها بوضوح؛ لا أوافق على هذا التصرف من قبل المحتجين، وذلك من منطلق خوف على مصير أسعار الطماطم فوق سطح (المخروبة)، والتي قد ترتفع بشكل جنوني مع قدوم الشهر الفضيل، إضافة إلى رد الفعل الانتقامي من قبل الإخوة المتأمركين من التجار الذين سينتقمون منا شر انتقام بسبب تجرؤ أهلنا في الإسكندرية على رشق راعية الديمقراطية المعلبة بالطماطم الفاسدة، وقيل إنها متعفنة والعهدة على الراوي.
حادثة الطماطم لم تكن الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة بحق مسؤول أمريكي، وأعتقد أننا سنضطر في القادم من الأيام للتسلح بحزام من الطماطم الفاسدة أينما حل بنا المقام لرشق من يضع نفسه في موقف معادي لإرادة الجماهير.
ختاماً على الغالية هيلاري أن لا تحزن فهذه هي الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي التي تدافع عنها أمريكا بضراوة وتقوم بإرسال الجيوش لزرعها في الشرق الأوسط الجديد، لذا فمن يزرع ديمقراطية منتهية الصلاحية فإنه بالتأكيد سيحصد طماطم فاسدة.