تساؤلات كثيرة أرهقت ذهن عشاق المستديرة! هل تحتفظ إسبانيا باللقب؟ أم تسترجعه ألمانيا؟ هل تستمر إيطاليا؟ هل تستعيد فرنسا الكأس؟ وهل تبقى إنجلترا متفرجة؟ الفرق الصغيرة التي بلغت هذه النهائيات ودّعت البطولة، الفريق الوحيد الذي ودع هذا الدور هو المنتخب الهولندي المدجج بالنجوم، رغم ذلك لم يقدم الفريق ما يشفع له بالبقاء ضمن الأقوياء. 8 فرق تأهلت إلى الدور الثاني والمطلوب فيه الفوز ولا شيء غير الفوز. الخاسر يحزم حقائبه ويودع البطولة والفائز يبحث عن معركة أخرى ليتخطاها. والمعارك قادمة لا محالة. فمباراة إسبانيا - فرنسا معركة، وإنجلترا - إيطاليا، والبرتغال - التشيك، وألمانيا - اليونان معركة حقيقية ابتعد فيها التنافس عن الإطار الكروي، وحولته السياسة إلى ساحة حرب حقيقية بين الفريقين، كانت قد بدأتها الصحافة اليونانية منذ أيام، وخرجت بعناوين «اجلبوا لنا المستشارة الألمانية ميركل»، في إشارة إلى السياسة غير المستحبة التي طبقتها ألمانيا إزاء الأزمة الاقتصادية في اليونان. ومن جانبها شنت صحيفة بيلد الألمانية حملة تهكم على الأزمة اليونانية وذلك قبل المواجهة المرتقبة بين منتخبي البلدين، وذكرت الصحيفة «أمام يواكيم لا توجد خطة تقشف يمكنها إنقاذ اليونانيين «المساكين». الإفلاس المقيل سيكون هدية منا إليهم، في إشارة إلى أن المنتخب الألماني سيلحق بنظيره اليوناني الهزيمة في دور الثمانية والذي يشبه حالة الإفلاس التي تعاني منها اليونان حالياً. فلكم أن تتصوروا ماذا ستكون وتيرة المنافسة بين الفريقين على أرضية الملعب؟ أما في المباريات الأخرى فلن تقل فيها وتيرة المنافسة لأن الفرق التي بلغت هذا الدور باتت تدرك بوضوح أن التفريط بالفوز يعني نهاية الحلم، وأن الفوز يعني المضي قدماً نحو لقب هو الأغلى على الإطلاق في القارة العجوز. الجميع يراهنون على إسبانيا وألمانيا، وبنسبة أقل على إيطاليا وإنجلترا. إسبانيا - فرنسا.. وجهاً لوجه، لابد أنها ستكون مواجهة قوية. فإسبانيا سيدة أوروبا وبطلة العالم. لكن الألقاب لا تهم كثيراً ولا تسمن من جوع لأن كرة القدم تعطي من يعطيها. كاسياس ورفاقه عازمون كل العزم على الاحتفاظ باللقب، وبن زيما يريد أن يسترجع الكأس ويرد به على كل المشككين. لكن تلك التساؤلات ستبقى متجمّدة حتى مساء الأول من يوليو عندما تحتشد الجماهير في الملعب الأولمبي لمشاهدة فائز واحد لا غير «ظلم ما بعده ظلم» فالكأس لا تقبل القسمة على اثنين. هذا هو حال كرة القدم، هذا ما يجعلها جميلة، مشوقة وممتعة. حتى ذلك اليوم دعونا نستمتع بهذا العرس الكروي، فإذا انتهي لن يأتي قريباً