نقلت مصادر متعددة اشتداد الخلافات التي دبت بين الوفاق وباقي جمعيات الائتلاف بسبب تصعيد الوفاق لخطابها السياسي في المرحلة الأخيرة وتعدد لقاءاتها مع مسؤوليين دوليين بمفردها ودون التنسيق مع باقي الجمعيات، وأياً كانت صحة هذه الأخبار، التي سيتم نفيها بالتأكيد، إلا أنها تعطينا مؤشراً لا ينحرف عن سلوك الوفاق، وباقي عناصر 14فبراير، الذي لم يتغير قيد أنملة سواء في تعاملها مع توابعها من جمعيات الائتلاف، أم تعاملها مع الشعب البحريني بأكمله. الوفاق، وهذه حقيقتها، لا تمتلك مشروعاً وطنياً يلتف حوله البحرينيون، ومناشدات علي سلمان الدائمة لباقي الجمعيات، وتحديداً جمعيات الفاتح، بمشاركته في المطالب الحقوقية المشروعة إنما يأتي من باب إلحاق هذه الجمعيات بالوفاق وليس من باب التوافق على حراك سياسي وطني وشامل، علي سلمان يريد الآخرين أن يأتوه طائعين، بينما يرفض هو الجلوس معهم على طاولة حوار متكافئ يطرح فيه كل فريق مطالبه الإصلاحية والضمانات التي يحتاجها والمحاذير التي قد تنزلق إليها البلاد من بعض المطالبات، ولذلك بدأت الوفاق وستظل وحيدة إلا من توابعها من جمعيات الائتلاف التي تدب الخلافات بينهم كلما حان موعد تقاسم كعكة الانتخابات أو حظيت الوفاق بلقاء وزير خارجية أو سفير أوروبي دون أن تخطر الائتلاف. ووضع عناصر 14 فبراير الذين انداحوا من كل حدب وصوب وصاروا فجأة سياسيين وحقوقيين لا يختلف عن وضع الوفاق الذين هم على تنسيق عال معها، فبعدما أسموه (غزوة جنيف) الأخيرة لحقوق الإنسان، بل أثناء انعقاد جلساتها، اشتدت لغتهم العدائية تجاه باقي المواطنين البحرينيين، وفاضت تغريداتهم على موقع (تويتر) بألفاظ الشتم والسخرية، ولم يستطيعوا كتم بواطنهم العنصرية التي برزت بأسلوب رخيص لا يمكن أن يخرج عن شخصية تعمل لحقوق المواطن (البحريني) دون أن يكون هذا (البحريني) يمتاز بلون معين ولهجة معينة وباتنماءات معينة ومن أصول معينة فحسب، لذلك أجد من النافع لمن سيحضر جلسات جنيف القادمة المزمع عقدها في شهر سبتمبر لهذا العام أن يجمع تلك التغريدات والتصريحات والبيانات ويعرضها في الجلسة باعتبارها صادرة عن شخصيات صار لها اعتبارها الخارجي، وحصانتها الدولية كما يزعمون، ليتعرف الحقوقيون الدوليون على علاقة حقوقيي البحرين (المحصنين) بأشقائهم في الوطن، وكيف أنهم لا يحترمون الآخر البحريني ولا يطالبون بحقوقه ولا يلتفتون حتى لتعرض حياته للخطر، وربما لم يلتفت منظمو جنيف أن حقوقيي البحرين المعارضين هم من طيف واحد فقط وأن زعيمهم (دشتي) الكويتي هو أيضاً من نفس الطيف الذي جمعه على طاولة واحدة بنبيل رجب البحريني وأحمد الجلبي العراقي!. سعادة الوفاق وعناصر 14 فبراير بتعدد السفرات إلى الشرق والغرب وفخرهم أنهم صاروا يمثلون البحرين في الخارج، وتباهيهم بصورهم مع المسؤولين الدوليين والشخصيات العالمية، وخيلائهم بالجوائز وحفلات التكريم، لن تتيح لهم شرف الجلوس الهانئ في مقهى شعبي تراثي في سوق المحرق، ولن تمنحهم السكينة التي لن يجدوها وهم يتسوقون في محلات الرفاع والبوكواره، بل حتى في المجمعات التجارية والتجمعات العامة سيسيرون وهم يعرفون أن حصانتهم وطمأنينتهم مع نصف الشعب فقط، بينما النصف الآخر لا يحمل لهم إلا مثل ما يحملون هم في صدورهم تجاهه (وخلوا واشنطن أو حتى جنيف تنفعكم). نعود ونؤكد أن سبب كل ذلك هو افتقاد المشروع الوطني الذي يمثل البحرينيين جميعاً، والذي يولد الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخر، ويلزم اللاعبين السياسيين بالتنسيق وتوحيد الآراء والمواقف في كل القضايا، المشروع الوطني المتوافق عليه من جميع الأطراف هو الذي سيقرب بينهم وبين كل البحرينيين، وسيحل مشكلات البحرين، وبدونه ستبقى الوفاق وتوابعها تنظم كل يوم مسيرة وتجمعاً وأعمال تخريب في مناطق نفوذهم فقط، وبالوجوه التي تمثل نصف الشعب نفسها، وبالخطاب الإقصائي دائماً والعدواني أحياناً كثيرة نفسه، سينامون ويصحون وأعينهم على الغرب وآمالهم خارج الوطن وأحلامهم في التوسع ومد جسور المحبة والتعاون في واشنطن وجنيف وليست في المنامة أو المحرق أو الرفاع.