نتساءل إلى متى سوف تستمر أعمال العنف والتخريب في شوارع البلاد وما نسمعه كل يوم من تعطيل لمصالح الناس؟ لقد أصبحنا في مفترق طرق الآن.. يجب حيال هذا الوضع المنفلت الذي جعل الوطن يدخل في أزمة لا ندري نهايتها أن يتم وضع حد لغوغائية المعارضة وأتباعها الذين يعيثون فساداً في البلاد والعباد، حتى أن من يسكنون القرى ذاتها التي تحدث فيها المناوشات بين المخربين ورجال الأمن قد وصلوا إلى مرحلة لا يمكنهم حتى العيش بسلام في بيوتهم بسبب ما يقوم به هؤلاء الشباب المغرر بهم. وعليه، فإن الدولة مطالبة بوضع نهاية لهذا الانفلات والتهديدات التي بلا شك تضر باقتصاد الوطن بل بسمعته في الخارج، خصوصا أن الإعلام المغرض لايزال ينقل عبر فضائياته المنحرفة أن الأمن والاستقرار غير مستقر، وهو ما يجب حياله من الإعلام البحريني تصحيح الصورة للعالم بأننا في وطن آمن ومستقر وعكس الصورة الحقيقية لسلمية المعارضة وأذنابها الذين يأتمرون بأوامر إيرانية بحته وفق تكتيكات حزب الله، لاسيما عندما يشتد الضغط على سوريا ونظام بشار الأسد، نرى من يحاول في البحرين أن يحرك الوضع ويثير القلاقل للفت أنظار العالم عن مجازر بشار وشبيحته. وما خطاب علي سلمان الذي تجرأ فيه على الجيش حين هدد بأنه بفتوى واحدة يمكن أن يحرك الآلاف ليحملوا أرواحهم على كفوفهم، أهذا من كان يدعي الهدوء والطرح العقلاني في خطاباته؟ أليست هذه دعوة واضحة للخروج إلى الشارع واستخدام العنف كورقة ضغط على الدولة؟ كما إنها ترجمة واضحة لفتوى الأب الروحي للوفاق عيسى قاسم حين دعا إلى سحق رجال الأمن. الغريب في الأمر أن المعنيين في هذا البلد لم نرهم يحركون ساكناً في القبض على قاسم وسلمان أليسوا مواطنين حالهم حال أي مواطن آخر يجب أن يعاقب على أقواله وأفعاله؟ ما يدعونا حقيقة للغرابة أن هناك سعياً حثيثاً من قبل السلطة في الجلوس على طاولة الحوار ودليل ذلك تكرار التصريحات من قبل بعض المسؤولين بأن الحوار هو السبيل للخروج من الأزمة، في حين نرى تصعيداً من قبل المعارضة في الشارع. هناك تناقض عجيب في الأمر والشعب لا يعرف ماذا يدور خلف الكواليس وفي دهاليز السياسة، كيف نتحاور مع أشخاص كانوا ومازالوا يدعون صراحة إلى قلب نظام الحكم وتغييره ورحيله وتهديده. المسألة أكبر من مطالب دستورية أو معيشية أو غيرها، المعارضة ومن يواليها يريدون حكم هذا البلد بكل صراحة ويريدون أن تصبح البحرين عراقاً آخر تتحكم فيه إيران كما تفعل في بلاد الرافدين الآن. التهديد والوعيد الذي قاله علي سلمان لم يأت من فراغ هو يقول إنهم لم يستخدموا إلا 50% فقط مما لديهم من قوة، يعني ذلك أن لديهم أسلحة وهذا اعتراف واضح منه وهي مخبأة وهو يعرف أين يخبؤونها. على الدولة أن تنتبه تماماً لما يحاك في الخفاء ضدها وأن تدرك أن هناك من يخطط ليل نهار من أجل إسقاط النظام واستهداف مكون رئيسي في هذا الوطن، وعليها أن تتدخل بأسرع وقت ممكن للجم سلمان وقاسم وغيرهما وإسكاتهما، وأن يعلموا أننا في دولة لها سيادة وقوة عسكرية ولها عمق خليجي بإذن الله سيكون الاتحاد هو الذي سيقصم ظهر البعير وسيوقف كل من يريد شراً بوطننا البحرين. أجزم أن الدولة تستطيع وفق القانون أن تسحب جنسيات قاسم وسلمان ونبيل رجب وغيرهم من المحرضين لأنهم يمسون الأمن القومي للوطن بتحريضهم السافر على القتل وقلب النظام، إلا أننا نستغرب عدم حصول ذلك وسكوت الدولة عليهم، ولكن إلى متى سيدوم هذا الحال، لقد ضاق الشعب من أفعال المعارضة التي تدعي حبها للوطن وهي أول من يحرقه. الحوار الذي نسمع عنه ولا نراه لن يتم مع المعارضة إلا حين تأتيهم الأوامر من إيران بالدخول فيه من عدمه، وبالتالي فإن الأمر ليس بيد علي سلمان ولا غيره وتهديداته التي أطلقها مؤخراً في خطابه ليست إلا فقاعة اختبار وقياس لردة فعل الدولة والذي جاء قوياً على لسان جلالة الملك حين أكد عدم السماح بالتطاول على قوة الدفاع الحامية لمكتسبات الوطن باسم حرية التعبير، ودعا جلالته الأجهزة التنفيذية المختصة إلى اتخاذ ما يلزم لردع هذه التجاوزات بحسب القانون