هل هنالك من يتحكم بنا؟ هل هنالك من يقودنا نحو حدث بل بإمكانه أن يزيله من عقولنا بالوقت ذاته ؟! نعم ولكن من هو؟!
بالأمس شاهدت على قناة الجزيرة الرياضية البرنامج الصباحي “صباحكم يورو”، فشاهدت أن البرنامج يتطرق لأمور خارجة عن سياق البطولة أو بالأصح خارجة عن نطاق الرياضة، بل إنه يتناول الجوانب الاقتصادية وعرض إحصاءات الدخل، بل أيضاً يعرض مقاطع تاريخية، فقد عرض بالأمس مقطعاً مدته خمس دقائق عن أكبر كارثة نووية عرفها التاريخ “مفاعل تشرنوبل” في أوكرانيا.
أشدت كثيراً على روح وأخلاقيات ولوحات الجماهير في كل مباراة، ولم يأت ذلك من فراغ، بل من عدة وسائل، أولاً عرض البرامج المناسبة للطيف العمري المناسب و زرع به كم كبير من الأفكار النخبوية الغير تقليدية حتى يتفرد المجتمع بها لاحقاً، و المستهدف يقوم بصقلها واستغلالها على أمثل وجه، ولماذا الاستغراب عند مشاهدة التحف الفنية الاستعراضية قبيل كل مباراة وضرورة جلب الحضارات مع الجماهير عندما تلعب المنتخبات، كلنا بشر ولكن كلنا لسنا عباقرة، فالعبقري هو الذي يستغل “الاستغلال” في أجمل جانب وأبسط دائرة!.
ولنلحظ أهمية آخر كلمتين في الفقرة الأولى “شاشة تلفاز”، فسلطة التحكم التي سطت على شعوب الكرة الأرضية في آخر عشر سنوات تكمن في هذا الجهاز المربع أو المستطيل، و السؤال الحقيقي “عندما تمسك بالريموت كنترول من الذي يتحكم بالآخر ؟!” هل أنت متأكد بأنك أنت من يتحكم به ؟، ستكون مخطئاً لو أجبت بنعم، فأجهزة التحكم تخطت فكر الإنسان، قبل فترة كانت الناس منشغلة بمجزرة الحولة، وبعدها انشغلت باليورو ونست الأولى، وهو النسيان سبب قولي بأن فكر الإنسان لا يزال مقيداً بالريموت كنترول.
أن أكون مقيداً بموسيقى موزارت وشعر درويش وكرة تشافي كمثال؛ أفضل من أن أقع في القيود المحظورة بشتى أنواعها، وكما ذكرت بأن الاستغلال هو سلاح عظيم يجب أن يستخدم، كما استغلت روسيا وإسبانيا اللعب الشامل وكما استغلت اليابان قنبلة هيروشيما، كل ذلك الاستغلال الحسن أعطى تلك الدول المجد في ما يتمنونه، ولكنك عليك أن تملك مفتاحاً اسمه “الإيجابية” حتى ترتقي، نعم فأنت من تختار من تريد بإيجابيتك، أنت من تختار يابان الياكوزا أو يابان الأخلاق، أنت من تختار إيطاليا المافيا والعنف أو إيطاليا دافنشي والكولوسيوم!.
اكسر القيود السلبية، واتجه نحو الإيجابية وامضي بها قدماً للأمام .. فأنت هذا ما تستحقه!.\