يحل علينا نحن المسلمين ضيف عزيز في كل عام مرة واحدة ولشهر كامل، ضيف مبارك كريم ينتظره الجميع أنه شهر الثورات على كل شيء في حياتنا!!! فرمضان شهر الثورة على الغضب ففي حديث الرسول “صلى الله عليه وسلم”: “إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم”، وهو شهر الثورة على كسل النفس؛ ففي الصحيحين من حديث عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ “صلى الله عليه وسلم”، أَنَّهَا قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ “صلى الله عليه وسلم” إذا دَخَلَ رَمَضَانَ شَدَّ مِئْزَرَهُ، ثُمَّ لَمْ يَأْتِ فِرَاشَهُ حَتَّى يَنْسَلِخَ”. وهو شهر الثورة على الشهوة “ففي حديثه “صلى الله عليه وسلم” للشباب “يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاء”. وهو شهر الثورة على ماديات النفس، قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”. طمعاً لما عند الله تبارك وتعالى وهو خير وأبقى. وهو شهر الثورة على حب الذات جاء في الأحاديث “من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء”. وهو شهر الثورة على الأنانية؛ ففي الصحيحين من حديث عائشة: “كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”، شهر الثورة على جفاف العلاقات الزوجية ((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إلى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ)). شهر الثورة على فرقة الشعوب “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته”، شهر الثورة على حب الظهور والثورة على الرياء، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: “قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي”. شهر الثورة على الخلاف، ورد أن النبي خرج ليخبر الصحابة بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: “خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم”. شهر الثورة على المفاهيم المغلوطة “وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ”. لذلك وأكثر.. إنه شهر رمضان الذي كتب الله لنا صيامه ليعيد فينا روح الثورة على كل ما هو سلبي في حياتنا فهو كالدورة المكثفة التي يجب أن نخرج منها ثائرين على أنفسنا مغيرين لها للأفضل والأكمل.. بلغنا الله بلوغ تمام الصيام.