لم تتوقف إيران عن التدخل في شؤون الدول، وهذا ديدنها، حيث إنها كانت تقف خلف الأحداث التي مرت بها البحرين من خلال تحريضها بعض العناصر الانقلابية القابعة في السجون حالياً لينالوا جزاءهم، وها هي طهران تحاول أن تكرر ذلك في الجمهورية اليمنية حين تدخلت من خلال القبض على شبكة تجسس إيرانية كانت تعمل منذ ما يقارب السبع سنوات ويقودها قيادي سابق في الحرس الثوري تسعى إلى زعزعة الأمن في ربوع البلاد مستغلة الظروف التي تمر بها اليمن وعملت بغطاء تجاري ولها فروع في محافظتي تعز وعدن.
لكن الرد اليمني جاء قوياً لا يقبل اللبس والتأويل على لسان الرئيس عبدربه منصور هادي هدد إيران بأن استمرارها في التدخل بشؤون بلاده سيواجه بقوة وسيكون قاسياً إذا ما لم تغير طهران من موقفها، وأولها اعتزام الحكومة اليمنية توجيه إشعارات لعدد من الدبلوماسيين في السفارة الإيرانية بصنعاء واستدعاء سفيرها في طهران للتشاور، ولم يقف الحد عند ذلك بل إن السفير الإيراني في صنعاء كان متورطاً وبشكل مباشر بخلايا إرهابية في محافظة تعز، وهو المسؤول عن عملية التشيع في منطقة القرن الأفريقي وإنشاء معسكرات التدريب للمليشيات المسلحة، وهو ما يعني أن السلطات اليمنية تمتلك أدلة دامغة تثبت تورط إيران بتمويل جماعات مسلحة للتخريب داخل اليمن.
حقيقةً، إن اكتشاف شبكة تجسس إيرانية في اليمن هدفه في المقام الأول تطويق دول الخليج العربي من الجنوب لتعويض فقدان سوريا حين يسقط نظام بشار الأسد الذي كشفت التحقيقات مع الخلية الإيرانية تورط موظفين في السفارة السورية بأنشطتها، حتى إن هذه الخلية تمكنت من استقطاب نحو 50 أستاذاً جامعياً وأكاديمياً في محافظة تعز للعمل لصالح إيران، وكان الأمين العام لدول مجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني قد أشاد بجهود الأمن اليمني في القبض على خلية التجسس الإيرانية وأكد دعم دول الخليج لليمن.
حسناً فَعَلَتْ السلطات اليمنية برفضها تسليم معتقلين إيرانيين لديها لطهران حتى يتم استيفاء التحقيقات الأمنية معهم، بل إن اليمن يتوعد إيران بإجراءات تصعيدية لم تكشف عنها وقد نفت وجود وساطة روسية لحل الخلاف بين اليمن وإيران، وقد كان موقف صنعاء حازماً وسريعاً على هذا التدخل السافر من قبل إيران حين أكد أحد المسؤولين الحكوميين بأن اليمن لن تظل مكتوفة الأيدي إذا لم تغيِّر إيران سياساتها وتدخلها في الشؤون الداخلية لليمن.
- همسة..
ما يحدث في اليمن حالياً من تدخلات إيرانية في شؤونها الداخلية هو ذاته ما حدث في البحرين إبان الأزمة التي مرت بها بلادنا، وبالتالي يجب أن يتم اتخاذ موقف عربي موحد من أجل لجم طهران وإيقافها عند حدها ولن يكون ذلك إلا من خلال موقف رداع حتى لا تفكر أن تتدخل في شؤون أي دولة عربية مستقبلاً
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90