نبدأ من كلمة ولي العهد حفظه الله “إن من يريد الحل يجب عليه النظر لتاريخ البحرين بتفصيل واستشراف المستقبل بناء على ذلك لينجح مسعاه”، والتي على إثرها قرأنا تاريخ البحرين فوجدنا فيه تاريخ العروبة الأصيلة النابع من حضن جزيرة العرب التي لا يخرج من جذورها وبطونها إلا كرام الأمة وأشرافها. وها هو تاريخ البحرين يتشرف بآل خليفة الذين حكموا البحرين، فصارت تحت ظلالهم دولة ذات حضارة ومكانة، حضارة بناها رجال ذو حكمة وعقل وكرم أصيل احتضن القبائل العربية القادمة من شبه الجزيرة وغيرها من الدول، ومن النازحين واللاجئين العجم القادمين من إيران، الذين حظوا بكرم الضيافة وشرف الجنسية، ها هو تاريخ البحرين المشرق الذي يثبت أن آل خليفة هم أصل هذه البلد، والأصل لا يتحول في حياته إلى فرع، بل يبقى ويضرب بأعماق الأرض حتى يصبح هو الأرضية المناسبة التي تتكاثر حولها الفروع وتتناثر من حوله الأشواك والشوائب، ويبقى الأصل أصلاً والشوكة شوكة والشوائب تحوم وتعوم، وتبقى في مكانها رابضة فإن تحركت من مكانها لا تنثر إلا دماراً وخراباً في الأرض. اليوم الأصل والتاريخ هم آل خليفة، وهي الحقيقة التي يجب أن يعلمها الانقلابيون الذين يريدون أن يغتصبوا الحكم من أصحابه، كما انتزعوا واغتصبوا الحكم في العراق، وكما اغتصبوا الحكم في الدولة الفارسية بعد أن آل حكمها إلى الخلافة الراشدة، وهي حقيقة أخرى يجب أن يعلمها ويتعلمها أحدهم، الذي ليس له سجل تاريخي لا في تاريخ البحرين ولا تاريخ العرب، ولا آثار لهم لا بين بطونهم ولا أفخاذهم، فهو مجهول الهوية التاريخية، كما إنه ليس له تاريخ مشرف في البحرين ولا يد فاضلة على شعب البحرين، وليس له عمل صناعي ولا اجتماعي ولا خيري يمكن أن يشفع له عندما يكلم كبار القوم ويقول بكل عجرفة واستكبار “المعارضة مستعدة للحوار وتطالب بتهيئة الظروف”. ومن هنا نقول؛ أولاً ليس في البحرين معارضة إنما جماعة تحاول اغتصاب الحكم وقيادة مؤامرة انقلابية فاشلة، كان المفروض أن يكون العقاب فيها النفي والمؤبد لقادة الانقلاب الفاشل، لكن مع الأسف الشديد تهاون الدولة هو من دفع البعض للتطاول.. علي سلمان لا يعلم أنه لم ولن يستطيع أن يدخل المحرق ولا الرفاع، فكيف له أن يشارك حتى في حوار سياسي أو يضع رؤية للبحرين، أو يدخل ضمن سلسلة السلطة التنفيذية، فالشخص المرفوض شعبياً لا يمكن أن يكون له مكان طالما الإرادة الشعبية المتمثلة في أمة الفاتح لا تقبل بوجوده، وأمة الفاتح قد عرف الجميع مطالبها حين أعلنت موقفها التاريخي؛ أن كرسي رئيس الوزراء لا يمكن أن يتحول لغير صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان؛ أصل البحرين وتاريخها المشرق الذي تحدث عنه ولي العهد حفظه الله حين قال “إن من يريد الحل يجب عليه النظر لتاريخ البحرين بتفصيل واستشراف”، وتاريخ البحرين وحاضرها ومستقبلها رسمته وصممته ونفذته إرادة سمو رئيس الوزراء الذي حول البحرين من أرض ترسو عليها سفن الصيد إلى أرض ترسو عليها أكبر مصارف الاقتصاد في العالم، حتى أصبحت درة الخليج وشمسها المشرقة، وصارت الأولى والسباقة في كل الميادين، والذي لا يمكن أن يصبح هذا التاريخ المشرق في يوم وليلة في يد شخص كان يتجول بين أضرحة النجف وطهران، فإذا به يجلس على كرسي الإمارة العربي الأصيل الذي أصبح حقاً من حقوق الحكم الخليفي لا يمكن الجدل فيه، طالما أن العرف العربي الإسلامي لا يسمح أن ينزع الحكم من أهله، وأن محاولة انتزاع الحكم من أهله هو إعلان حرب مواجهة للمحافظة على أصل الأرض وتاريخها كما نصت عليه مبادئ الإسلام أن من قتل دون أرضه وماله فهو شهيد. إن البحرين ليست استراحة في سترة كي تهيأ بالورد والياسمين لاستقبال علي سلمان وغيره من قادة الانقلاب، وأن الدولة لا يمكن أن تصل إلى درجة الترجي والتودد ليقبل علي سلمان أو غيره في دخول الحوار، بل العكس أن أغلبية الشعب المتمثل في أمة الفاتح تعتبر حتى الحديث في إمكانية الحوار مع قادة المليشيات الإرهابية إهانة لتاريخ البحرين، وإهانة لأبنائها المخلصين وانتصار لقادة المؤامرة الانقلابية الصفوية التي لا تستحي أن تطالب بكرسي رئيس الوزراء، بل وتطالب إضافة عليه حلاً سياسياً، أي فتح المؤسسات العسكرية لاستقبال الإرهابيين الذين حرقوا رجال الأمن ودهسوهم وشجوا رؤوسهم وغرسوا الأسياخ في رقابهم وأرهبوا المواطنين، هؤلاء الإرهابيون الذين لا يعرفون حرمة النفس البشرية ولا حرمة شهر رمضان ولا عيده، فها هي الظروف التي يريد تهيئتها علي سلمان والتي على أساسها يأمر ميليشياته وشبيحته بوقف عمليات القتل والإرهاب في مناطق البحرين وشوارعها، ونقول لسلمان وغيره من قادة الانقلاب؛ اعرفوا حجمكم واستروا على نفوسكم، وإياكم تجاوز حدودكم، احلموا كما شئتم، لكن علقوا أحلامكم فالظروف غير مهيأة لكم، لأن تاريخ البحرين فصلناه وقرأناه فلم نجد لكم فيه آثاراً ولا بياناً. ^ للدولة.. إن أمة الفاتح يكبر في نفسها أن تقرأ في الصحف المحلية عبارات تنال من مكانة الدولة وكرامتها حين تخط بالحبر العريض “سلمان: فشل مساع رسمية مع المعارضة لعقد حوار لعدم توافر الظروف المهيأة لذلك”، وعلى الدولة أن تعلم وتتأكد أن أمة الفاتح وقفت وستقف مع شرعية الحكم الخليفي وأن المساس بكرسي رئيس الوزراء سمو الأمير الشيخ خليفة بن سلمان، هو مساس بكرامة أمة الفاتح جمعاء ولن تقبل أبداً بالتنازل، فمن صنع تاريخ البحرين مكانه فوق الرأس، أما من هدم التاريخ وضيع المستقبل فمكانه مزبلة التاريخ، ولا يمكن حتى النظر في وجهه