هذا الخبر ليس من أفغانستان ولا باكستان ولا سريلانكا ولا الشيشان، بل من بلد الأمان الذي سرقه حزب الله البحريني «تفجير استهدف حياة رجال الأمن أثناء قيامهم بواجبهم»، إنها خطة استنزافية اعتمدتها الخطة الصفوية لتدمير البحرين، وإضعاف قدراتها الأمنية، مستخدمة التعبير عن الرأي والمطالبة بتعديل الدوائر الانتخابية وانتخاب رئيس الوزراء كوسيلة للقضاء على الدولة، عندما يكون طموحهم الدولة، وما هذه الادعاءات والمطالبات إلا ممرات وجسوراً، ومن يفنِّد هذه الحقيقة فليأتنا ببرهان يثبت ولاء أي شخص منهم للبحرين، لن نقول للسلطة، بل حتى للأرض والشعب، وذلك حين يكون إرهابهم حرق الأرض وقتل الشعب. فالتفجير لم يقتصر على استهداف حياة رجال الأمن بل طال المواطنين والوافدين، كما طال البيوت والدكاكين، وحتى النخلة والشجرة، ولم يسلم من البحرين شبر منهم ولا باع. كما استهدفوا شهر العبادة حين تغلق الشوارع والطرقات على المواطنين، وهم في طريقهم إلى مساجدهم، وما حدث في رمضان من أعمال إرهابية طالت جميع المناطق السكنية، لهو أكبر دليل على أن المستهدف هو منع الناس من القيام بعبادتهم من صلاة تراويح وقيام، مثلما منعوا الناس من صلات أرحامهم والتواصل مع أصدقائهم وزيارة مرضاهم، وذلك حين كان المواطنون يفكرون ألف مرة قبل الخروج بسيارتهم ومعهم عوائلهم، مما قد يتعرضون له من خطر مفاجئ يودي بحياتهم.
إن ما تقوم به «الوفاق» هو عمل إرهابي لا تستحق عليه المكافأة ولا المصالحة، إذ إن الوضع ليس كما يصوره البعض بأنه حالة مؤقتة نتجت عن حادث معين، يمكن لمّ شمله أو إصلاح شأنه، حيث إن الجرح الغزير لا يمكن أن تخيطه ميزانية ولا فعالية، ولا شخصيات متطوعة ولا متطورة، فلا يمكن التصالح ولا التهادن مع من أصبح القتل هو وسيلته لوصوله لغاياته، بما أن العقلية التي أطلقت فتوى «اسحقوهم»، غداً ستطلق فتوى «أبيدوهم»، وذلك عندما تتغير الظروف وتصير لصالحها، كما حصل في العراق، ويحصل الآن في سوريا التي نحرت أطفالها ونساءها بفتوى المرجعية، التي أفتت لأنصارها في البحرين بـ «اسحقوهم». إنها الفتاوى التي تصدر اليوم إلى دول الخليج بالمواجهة والجهاد ضد أنظمتها الحاكمة، بدعوى أنهم «مغتصبون للحكم»، وغيرها من ادعاءات تحرض أتباعهم على استخدام أبشع وسائل القتل، وما قطع لسان المؤذن إلا مثالاً ما قد تصل إليه الحال في البحرين لو فتح لهم الطريق إلى الحكم.
إن فتح الطريق لهم يأتي بالتهاون مع من يتعرض لرجال الأمن، ومن يستهدف المارة ويقطع عليهم الطريق، وهو أمر قد مضى عليه ليس عاماً بل أعوام، والبحرين تئن تحت رحمة فتاوى المرجعية والخطابات النارية التي يطلقها مرجعيتهم التي تأتي أوامرها من طهران، والتي -والله- لن ينسلخوا منها ولن يخرجوا من تحت عمامتها، حتى لو صارت لهم جميع الوزارات وعدلت لهم الدوائر، وأجزلت لهم العطاءات، والجميع يعلم كم أحسن إليهم، وكم دفع إليهم من خير، فأتوا لنا بمن لم يحصل منهم على أرض أو وحدة، فهذه المشاريع الإسكانية تشهد وهذه البعثات الدراسية، والمناصب العليا من وزراء ومهندسين وأطباء وتجار، جميعها لم ينظروا إليها أبداً، ما دامت حياتهم وروحهم تحت عباءة المرجعية.
إن فتح الطريق ومحاولة قلب الأمور وتشخيصها بغير واقعها حين يصور البعض بأن ما حدث أمر طبيعي يمكن لمّه وإصلاحه غير صحيح. لا، لا يمكن إصلاحه، ما دامت أصواتهم تعلو وتعلو كل يوم، حين يرددون أن كرسي رئيس الوزراء من حقهم، إنها المصيبة الكبرى حين يتجرأ بعضهم على منازعة الحكم من أهله، فلقد خلق الله البشر، ووزع عليهم الوجوه والصفات والسمات، وخلفهم على عباده في أرضه، إنها الملكية الخليفية التي ولد عليها الناس في البحرين، إنها هيبة وكسوة لا يهديها الله إلا لأهلها.
نعم، إنها حرب استنزافية، يقصد منها إهلاك الدولة، وضياع هيبتها حتى ترفع الراية ويفتح السقف إلى ما لا نهاية.
للدولة:
إن من رفع صور القيادة في الفاتح هي ذراع لن تكل ولن تمل عن حملها ورفعها دائماً وأبداً، فأنتم في عيون وقلوب الشعب.. فاستمعوا إلى صوت أهل الحق، إنهم جماهيركم التي معكم، وستكون معكم في السراء والضراء.