إن الشر لن ينكسر ولن يتراجع، ما دامت البحرين عربية أصيلة، ولن يهدأ بال، ولا يرتاح ضمير الأشرار، ما دام آل خليفة حكام البحرين، ولكن عندما تتحول البحرين، وتخلع من أصل العروبة، ويجرى عليها ما جرى على العراق، فعندها ستكون الأمور طيبة والعناوين خيرة، فعندما يصبح وزير التربية والتعليم في البحرين كوزير التربية في العراق، يحمل الجنسية الإيرانية بجانب العراقية “علي أكبر زندي”، وعندما تدخل الميليشيات المتدربة في النجف وجنوب لبنان المؤسسة الأمنية والعسكرية، وعندما تصبح اللغة الرسمية الثانية في البحرين اللغة الفارسية، وعندما يسمح باستخدام “التومان” الإيراني كالدينار البحريني، وتكتب يافطات المحلات باللغة الفارسية، وعندما تكون المواكب الشيعية العراقية والإيرانية في مقدمة مواكب العزاء، وعندما تتحول خزينة الدولة في يد سلطة تنفيذية موالية لحكومة طهران، فعندها لا ضير أن يتعاقد وزير التربية مع 2000 أستاذ إيراني كما فعل وزير التربية العراقي، ولا ضير إن اقتحمت قوات الأمن منازل أهل المحرق والرفاع للبحث عن الإرهابيين، الذين سيتحولون في نظر الحكومة الطائفية إلى جماعات من تنظيم “القاعدة” كما فعلت الحكومة العراقية، ولا ضير أن يتم عرض عقارات البحرين على صفحات الصحف المحلية الإيرانية والعراقية بأسعار مغرية، كما عرضت عقارات النجف للبيع في إحدى الصحف المحلية، ولا ضير إن اشترى أحد المحافظين سيارة مرسيدس من خزينة الدولة كسيارة محافظ بغداد التي تقدر بـ 195 مليون دينار، ولا ضير إن ارتفع معدل البطالة في البحرين إلى 35% كمعدل البطالة في العراق، الذي ذكر صندوق النقد الدولي، أنه يأتي بالمرتبة الخامسة في البطالة، بعد كل من جيبوتي واليمن وموريتانيا والسودان على مستوى العالم، ولا ضير أن تكون المنازل بلا كهرباء، ولا ماء صالح للشرب، ولا مستشفيات، ولا أدوية، كما هو الحال في العراق، ولا ضير إن أصبح البحريني لاجئاً على حدود الدول الخليجية، أو مهجراً للدول الإسكندنافية، أو سجن نصف أبنائه مثلما سجن أبناء العراق، حيث تشير بعض الإحصائيات أن أعدادهم تتجاوز المائة ألف، لا ضير أن يحدث كل هذا في البحرين مادامت السلطة التنفيذية موالية لإيران، فعندها تصبح الأمور طيبة والعناوين خيرة.
إن الشر لن يكسر ولن يتراجع، فكل ما يحصل اليوم من تصعيد لبلوغ هذا الهدف، وذلك حين نقرأ العناوين والتقارير التي تنشرها جمعية “الوفاق” على مواقعها وعلى صحيفتها، والتي يخيل للقارىء بأن هناك جثثاً متناثرة، ومنازل سويت بالأرض، وطائرات تقصف، ومدافع ترجم، مما يدل أن هناك مؤامرة أكبر يسرع بفصولها، فإضفاء الشرعية على “ثورتهم” الطائفية أمام المجتمع الدولي هو غايتهم، في الوقت الذي يتم الإعداد العسكري لجيوشهم التي تكون قد استعدت للمواجهة العسكرية، حيث إن لديها من العتاد العسكري ما يكفي من متفجرات ومختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وها هي التقارير تذكر على المواقع الإخبارية بقيام ما يسمى المعارضة البحرينية بفتح مقرات لها في النجف التي تباشر عمليات التدريب العسكري لمليشياتها القادمة بالباصات بدعوى حج النجف، والأمر لم يقتصر على البحرين، فقد ذكرت المواقع الإخبارية أنه يتم تدريب شباب الشيعة في الخليج، من خلال دخولهم بباصات حيث تطول إقامتهم لمدة أسابيع، أي أنه إعداد محكم فيه يتم التلاحم والتخابر، حين يتم تأسيس جيش شيعي في الخليج، ينتظر لحظة الصفر للانطلاق، من أجل قيام دولة وحكومة توالي طهران.
إن الشر لن ينكسر ولن يتراجع، وأن من يصدق اليوم من مسؤولين في الدولة وتجار وسياسيين ومواطنين بأن هناك حلاً توافقياً في البحرين فإنه يمني نفسه بسراب، حين لا يضع في حسابه ما تقوم به الجمعيات الموالية لطهران، والدعم العلني من الجانب العراقي الإيراني السياسي والعسكري والمادي والإعلامي، مما يؤكد أن العملية تتطلب مسألة وقت يتم فيه الإعداد النهائي، أي أن المناورة اليوم التي تستخدمها الوفاق هي لكسب الوقت من أجل التمكين وتدارك الأخطاء التي وقعت فيها في المؤامرة الانقلابية الأولى، فالهدف أكبر من مطالبات سياسية، أو تعديل دوائر انتخابية، أو مناصب وزارية، أو وظائف تعليمية، أو بعثات تعليمية، فهذه المطالب كانت في يدهم من عشرات العقود، ولا زالت في يدهم، فهذه الحقيقة المرة التي يجب أن يصدقها المسؤولون في الدولة وتجار وسياسيون ومواطنون، أنه لا يمكن أن يكون هناك أي حل توافقي، وإن كان فإنه بند من بنود الخطة الانقلابية القادمة، التي تنزع البحرين عروبتها وتلبسها الثوب الفارسي، والتي لا ضير بعدها أن تفعل الحكومة ما تشاء ما دامت إيرانية