دهاء أم تخبط؟ ذلك الذي نستطيع أن نصف به سياسة مملكة البحرين تجاه إيران؟
المؤكد والمتفق عليه أنها سياسية غريبة، سياسة غير واضحة، مبهمة، سياسة لا تتفق مع ما تقوم به إيران للإساءة والإضرار بنا كشعب بحريني.
البحرينيون يتساءلون حقيقة ما هو الشيء الذي تراه الدولة ولا يراه الناس؟ ما هو الذي أنتم به «أبخص»؟
انتهى زمن كنتم وحدكم من تتمتعون فيه بالرشد، أنتم أمام شعب هو الآن شريككم في كل خطوة تخطونها، محلياً ودولياً، ومن تلك الخطوات، سياسة وطنه الخارجية، تلك التي تعرضت في الآونة الأخيرة للكثير من النقد والتحفظ، بل والرفض تجاه بعض الدول خاصة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
قد تكون التزامات الشراكة واقع جديد عليكم، خاصة فيما يتعلق بأمور السيادة، فهذه أمور ابتعد عنها الشعب لقرون مضت وتركها للحكم، والشهادة لله إنها كانت سياسة حكيمة حفظت أمن واستقرار البحرين منذ دخول أحمد الفاتح إلى عام 2011، لكن الواقع الذي فرضته الأحداث الأخيرة هو أن أمن البحرين ولأول مرة تعرض لخطر جسيم، خطر هدد سيادة البحرين وعرضها للاحتلال، حين خانه فريق من أبناء شعبه واستعان بهاتين الدولتين لاحتلاله، وانتهاك عرضه وشرفه.
وعليه فإن الشعب البحريني يرى أن تلك الدولتين خانتاه وطعنتاه في الظهر، فإحداهما جار له، والثانية حليف له، ومع ذلك اتفقا على خيانة الشعب البحريني، والانقلاب عليه بالتعاون مع «حزب إيراني الولاء والهوى»، ولولا الله سبحانه وتعالى وفزعة هذا الشعب ووقفته التي أنقذت هذا الوطن، لكنا الآن كما هي ليبيا أو العراق أو سوريا.
لذلك كنا نتوقع أن يعاد النظر في سياسة البحرين تجاه هاتين الدولتين تحديداً، بشكل يتناسب مع المستجدات، شكل صحيح أنه يعي المعطيات الواقعية، لكنه -على الأقل- شكل يحمينا من غدرهما ويحمينا من مخططاتهما، ويحفظ لنا كرامتنا خاصة بعد أن أهدرت هاتان الدولتان تلك الكرامة والقيمة. إنما الذي نراه اليوم أن الدولة تمد جسور «المودة»، خاصة مع إيران وهي التي مازالت إلى هذه اللحظة تتآمر علينا، بل وتستهين بكرامتنا في حضور وزير خارجيتنا، دون أن تنبس البحرين بكلمة أو تأخذ موقفاً.
أما ما أعلن بالأمس مساء، حول تقديم مذكرة احتجاج فقد جاء بلا أثر، لأنه جاء متأخراً جداً، فاستدعاء القائم بالأعمال بعد 3 أيام وبعد هيجان الشارع، وبعد أن تناولت كل وسائل الإعلام القصة، قرار ليس له طعم الانتفاضة لكرامتنا وتلك هي العلة.
فما هو الذي ترونه ولا نراه؟ هل هي «طيبة» زائدة بلا معنى؟ أم هي حالة من الذل والمهانة وصلت ذروتها حين عرضنا عودة سفيرنا ورفضوا عودة سفيرهم بكل صفاقة!! فإن كنا أرسلنا سفيرنا لإيران لأننا نريد الحفاظ على مصالحنا كما ندعي، فهل إيران أقل منا حرصاً على مصالحها حتى لا ترسل سفيرها؟ لقد كان الأولى أن لا نرسله أو على الأقل أضعف الإيمان أن نوقف إعادة السفير بعد تلك الإهانة، إنما بدلاً من سحب سفيرنا يذهب وزير خارجيتنا إلى عقر دارهم في مؤتمرهم؟ ثم نقبل أن يزج باسمنا قسراً وزوراً وبهتاناً وكذباً في كلمة الرئيس المصري بشكل يسيء لنا ولا نعلق بكلمة إلا بعد 3 أيام؟
والله إننا نستحي أن نطالب الدول العربية وعلى رأسها مصر أن تقف معنا، إذا كنا عاجزين عن حفظ كرامتنا وحقوقنا، فبأي حق نطالب الآخرين أن يحفظوها لنا؟
إذا كانت هناك مصلحة وفائدة ومكسب وصفقات تستلزم هذا المسلك فما هي؟ ومن الذي يوازن بين هذا الانبطاح المخزي وبين تلك المكاسب؟ وهل هي دائمة؟
هذا رأي ملّزمين بإيضاحه، وتبليغه للقيادة من باب الأمانة، رغم كل المودة والحب والتقدير والاحترام الذي نكنه لشخص معالي الوزير الذي هو في النهاية سلطة «تنفيذية».
كلمة أخيرة لنوابنا الأعزاء.. أنتم مسؤولون عن إدارة نصيبنا في الشراكة مع الحكم لتحديد مصلحة وطننا في سياستنا الخارجية تجاه هاتين الدولتين، ومسؤولون عن الحفاظ على سيادتنا وكرامتنا وأمننا، ومسؤولون عن الإسراع تجاه خطوات الاتحاد الخليجي، الذي لا نرى مخرجاً مما نحن فيه إلا من خلاله.. ونتطلع أن تقودوا تلك الخطوات وفقاً للمعطيات الواقعية التي تحتم الإسراع به الآن قبل الغد.. فلم نعد نحتمل السكوت والانتظار لأن الدولة «أبخص»، بل علينا أن نتحرك، فهذا مصير أجيالنا القادمة بين أيديكم.. فلنرَ ما أنتم فاعلون؟
{{ article.visit_count }}
المؤكد والمتفق عليه أنها سياسية غريبة، سياسة غير واضحة، مبهمة، سياسة لا تتفق مع ما تقوم به إيران للإساءة والإضرار بنا كشعب بحريني.
البحرينيون يتساءلون حقيقة ما هو الشيء الذي تراه الدولة ولا يراه الناس؟ ما هو الذي أنتم به «أبخص»؟
انتهى زمن كنتم وحدكم من تتمتعون فيه بالرشد، أنتم أمام شعب هو الآن شريككم في كل خطوة تخطونها، محلياً ودولياً، ومن تلك الخطوات، سياسة وطنه الخارجية، تلك التي تعرضت في الآونة الأخيرة للكثير من النقد والتحفظ، بل والرفض تجاه بعض الدول خاصة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
قد تكون التزامات الشراكة واقع جديد عليكم، خاصة فيما يتعلق بأمور السيادة، فهذه أمور ابتعد عنها الشعب لقرون مضت وتركها للحكم، والشهادة لله إنها كانت سياسة حكيمة حفظت أمن واستقرار البحرين منذ دخول أحمد الفاتح إلى عام 2011، لكن الواقع الذي فرضته الأحداث الأخيرة هو أن أمن البحرين ولأول مرة تعرض لخطر جسيم، خطر هدد سيادة البحرين وعرضها للاحتلال، حين خانه فريق من أبناء شعبه واستعان بهاتين الدولتين لاحتلاله، وانتهاك عرضه وشرفه.
وعليه فإن الشعب البحريني يرى أن تلك الدولتين خانتاه وطعنتاه في الظهر، فإحداهما جار له، والثانية حليف له، ومع ذلك اتفقا على خيانة الشعب البحريني، والانقلاب عليه بالتعاون مع «حزب إيراني الولاء والهوى»، ولولا الله سبحانه وتعالى وفزعة هذا الشعب ووقفته التي أنقذت هذا الوطن، لكنا الآن كما هي ليبيا أو العراق أو سوريا.
لذلك كنا نتوقع أن يعاد النظر في سياسة البحرين تجاه هاتين الدولتين تحديداً، بشكل يتناسب مع المستجدات، شكل صحيح أنه يعي المعطيات الواقعية، لكنه -على الأقل- شكل يحمينا من غدرهما ويحمينا من مخططاتهما، ويحفظ لنا كرامتنا خاصة بعد أن أهدرت هاتان الدولتان تلك الكرامة والقيمة. إنما الذي نراه اليوم أن الدولة تمد جسور «المودة»، خاصة مع إيران وهي التي مازالت إلى هذه اللحظة تتآمر علينا، بل وتستهين بكرامتنا في حضور وزير خارجيتنا، دون أن تنبس البحرين بكلمة أو تأخذ موقفاً.
أما ما أعلن بالأمس مساء، حول تقديم مذكرة احتجاج فقد جاء بلا أثر، لأنه جاء متأخراً جداً، فاستدعاء القائم بالأعمال بعد 3 أيام وبعد هيجان الشارع، وبعد أن تناولت كل وسائل الإعلام القصة، قرار ليس له طعم الانتفاضة لكرامتنا وتلك هي العلة.
فما هو الذي ترونه ولا نراه؟ هل هي «طيبة» زائدة بلا معنى؟ أم هي حالة من الذل والمهانة وصلت ذروتها حين عرضنا عودة سفيرنا ورفضوا عودة سفيرهم بكل صفاقة!! فإن كنا أرسلنا سفيرنا لإيران لأننا نريد الحفاظ على مصالحنا كما ندعي، فهل إيران أقل منا حرصاً على مصالحها حتى لا ترسل سفيرها؟ لقد كان الأولى أن لا نرسله أو على الأقل أضعف الإيمان أن نوقف إعادة السفير بعد تلك الإهانة، إنما بدلاً من سحب سفيرنا يذهب وزير خارجيتنا إلى عقر دارهم في مؤتمرهم؟ ثم نقبل أن يزج باسمنا قسراً وزوراً وبهتاناً وكذباً في كلمة الرئيس المصري بشكل يسيء لنا ولا نعلق بكلمة إلا بعد 3 أيام؟
والله إننا نستحي أن نطالب الدول العربية وعلى رأسها مصر أن تقف معنا، إذا كنا عاجزين عن حفظ كرامتنا وحقوقنا، فبأي حق نطالب الآخرين أن يحفظوها لنا؟
إذا كانت هناك مصلحة وفائدة ومكسب وصفقات تستلزم هذا المسلك فما هي؟ ومن الذي يوازن بين هذا الانبطاح المخزي وبين تلك المكاسب؟ وهل هي دائمة؟
هذا رأي ملّزمين بإيضاحه، وتبليغه للقيادة من باب الأمانة، رغم كل المودة والحب والتقدير والاحترام الذي نكنه لشخص معالي الوزير الذي هو في النهاية سلطة «تنفيذية».
كلمة أخيرة لنوابنا الأعزاء.. أنتم مسؤولون عن إدارة نصيبنا في الشراكة مع الحكم لتحديد مصلحة وطننا في سياستنا الخارجية تجاه هاتين الدولتين، ومسؤولون عن الحفاظ على سيادتنا وكرامتنا وأمننا، ومسؤولون عن الإسراع تجاه خطوات الاتحاد الخليجي، الذي لا نرى مخرجاً مما نحن فيه إلا من خلاله.. ونتطلع أن تقودوا تلك الخطوات وفقاً للمعطيات الواقعية التي تحتم الإسراع به الآن قبل الغد.. فلم نعد نحتمل السكوت والانتظار لأن الدولة «أبخص»، بل علينا أن نتحرك، فهذا مصير أجيالنا القادمة بين أيديكم.. فلنرَ ما أنتم فاعلون؟