جميل أن يتعلق المرء بالأمل فمن دونه يفرط المستقبل، لكن ينبغي ألا “يشطح” أحد بخياله كثيراً، كي يظل ملتصقاً بالأرض وبالواقع، حيث التعلق بالأمل المستند إلى الخيال، لا يمكن أن يوصل إلى أي شيء، فالواقع أمر يختلف في معطياته عن واقع الخيال، وتحكمه أمور لا يمكن تجاوزها، بينما الخيال مفتوح ولا حدود له، ولا تستطيع حتى الحكومات أن تتدخل فيه!
أحد “المعارضين” ممن اختار العيش في الخارج “شطح” به الخيال كثيراً حتى وصل إلى التهديد بأن “أحداً لن يستطيع الفرار من قصاصنا”، ذلك أن “بلدنا صغير جداً من حيث المساحة.. عرّفنا بكل الوجوه التي نصبت لنا العداء سياسياً أو اجتماعياً أو طائفياً”، وهذا يعني بوضوح أنك يا من تحمل موقفاً مختلفاً لا يرضى عنه المذكور ومن يتشارك معه في تفكيره، فإن عليك أن “اتّلاحق نفسك علشان ما تروح ملح” فالقصاص لك بالمرصاد!
جميل أن يتعلق المرء بالأمل، ولكن ينبغي ألا يسمح لخياله العبث بعقله، كي لا يتهم بأنه أصيب بلوثة، حيث التهديد بالقصاص في ظل معطيات تشير كلها إلى أن حلم إسقاط النظام أمر من سابع المستحيلات، لا يمكن أن يقال عن الناطق به سوى أنه أصيب بلوثة في عقله. هذا أمر ينبغي أن تدركه “المعارضة” جيداً، وأن تعينهم قراءتهم الواقعية على الاستنتاج بأنه لا يمكن إسقاط النظام في البحرين، حتى بتدخل الدول التي “يشدون بها الظهر”، البعيدة أو القريبة، وبأن كل الدعم الذي هو متوافر اليوم ومن بينه دعم الفضائيات بقيادة “السوسة الإيرانية” لا يمكن أن يفت من عضد الدولة البحرينية والدولة الخليجية.
الخيار الواقعي هو خيار الجمعيات السياسية، والذي عبرت عنه مرات -وإن على استحياء- وهو الإصلاح وتحقيق مكاسب عبر تشكيل معارضة موجبة تسهم في البناء لا الهدم، وتستعين بالداخل لا بالخارج، وتظل ملتصقة بالواقع لا تاركة لخيالها العنان حيث الخيال لا يورّث إلا الخيال!
ما تحتاجه البحرين وما هو ممكن هو الإصلاح وليس الإسقاط، فأي جهة تأتي ولو بطريق الصدفة لا يمكن أن تجد القبول أو تنال الثقة، لأنها ببساطة لن تستطيع إقناع الناس بأنها ستكون الأفضل، ولا يمكن للناس أن تغامر في أمر كهذا، فتضيع نفسها وعيالها اعتماداً على خيال أو استجابة لرغبة أناس ربما اكتشفوا بعد حين قليل أنهم إنما يسعون لأنفسهم ولأبنائهم، أو أنهم مجرد أدوات في يد أجنبية في مرحلة ليس لها بد من الاستعانة بهم.
ليس بالضرورة أن يكون هذا صحيحاً، ولكنه شكل من أشكال التفكير الذي يشاغب عقول حتى العامة من الناس، ولعل هذا يفسر “تجرؤ” ذلك المواطن البسيط وتوجيه السؤال المربك لأمين عام “الوفاق” في مأتم السنابس، حيث سأله ببساطة “إلى أين تريدون أخذنا؟”.
المعارض الذي اتخذت تغريدته أساساً لهذا المقال قال في “تغريدة” أخرى ما معناه أنه “ليس بينهم وبين النظام سوى “حكم القصاص”“.. “القصاص الذي لا رجعة عنه.. ومن دخل في عهدهم فهو منهم.. بأي شكل ما شاء فعل”.
ما يتمناه العاقل هو ألا يكون أولئك المقيمون في البلاد الباردة هم من يقودون الحراك السياسي، ويوجهون من هم في الداخل، لأن هذا النوع من التفكير يكشف عن قلة وعي، ويستند إلى خيال لا إلى واقع، حيث الواقع يقول كلاماً وفعلاً مختلفاً، ولا يمكن تغيير الواقع اعتماداً على خيال.
المسؤولية الحقيقية تقع على عاتق الجمعيات السياسية الساعية إلى الإصلاح، والذي هو هدف الجميع، وعليها إضافة إلى استعادة القيادة من الشباب، “تركيد” أولئك السابحين في الخيال.
{{ article.visit_count }}
أحد “المعارضين” ممن اختار العيش في الخارج “شطح” به الخيال كثيراً حتى وصل إلى التهديد بأن “أحداً لن يستطيع الفرار من قصاصنا”، ذلك أن “بلدنا صغير جداً من حيث المساحة.. عرّفنا بكل الوجوه التي نصبت لنا العداء سياسياً أو اجتماعياً أو طائفياً”، وهذا يعني بوضوح أنك يا من تحمل موقفاً مختلفاً لا يرضى عنه المذكور ومن يتشارك معه في تفكيره، فإن عليك أن “اتّلاحق نفسك علشان ما تروح ملح” فالقصاص لك بالمرصاد!
جميل أن يتعلق المرء بالأمل، ولكن ينبغي ألا يسمح لخياله العبث بعقله، كي لا يتهم بأنه أصيب بلوثة، حيث التهديد بالقصاص في ظل معطيات تشير كلها إلى أن حلم إسقاط النظام أمر من سابع المستحيلات، لا يمكن أن يقال عن الناطق به سوى أنه أصيب بلوثة في عقله. هذا أمر ينبغي أن تدركه “المعارضة” جيداً، وأن تعينهم قراءتهم الواقعية على الاستنتاج بأنه لا يمكن إسقاط النظام في البحرين، حتى بتدخل الدول التي “يشدون بها الظهر”، البعيدة أو القريبة، وبأن كل الدعم الذي هو متوافر اليوم ومن بينه دعم الفضائيات بقيادة “السوسة الإيرانية” لا يمكن أن يفت من عضد الدولة البحرينية والدولة الخليجية.
الخيار الواقعي هو خيار الجمعيات السياسية، والذي عبرت عنه مرات -وإن على استحياء- وهو الإصلاح وتحقيق مكاسب عبر تشكيل معارضة موجبة تسهم في البناء لا الهدم، وتستعين بالداخل لا بالخارج، وتظل ملتصقة بالواقع لا تاركة لخيالها العنان حيث الخيال لا يورّث إلا الخيال!
ما تحتاجه البحرين وما هو ممكن هو الإصلاح وليس الإسقاط، فأي جهة تأتي ولو بطريق الصدفة لا يمكن أن تجد القبول أو تنال الثقة، لأنها ببساطة لن تستطيع إقناع الناس بأنها ستكون الأفضل، ولا يمكن للناس أن تغامر في أمر كهذا، فتضيع نفسها وعيالها اعتماداً على خيال أو استجابة لرغبة أناس ربما اكتشفوا بعد حين قليل أنهم إنما يسعون لأنفسهم ولأبنائهم، أو أنهم مجرد أدوات في يد أجنبية في مرحلة ليس لها بد من الاستعانة بهم.
ليس بالضرورة أن يكون هذا صحيحاً، ولكنه شكل من أشكال التفكير الذي يشاغب عقول حتى العامة من الناس، ولعل هذا يفسر “تجرؤ” ذلك المواطن البسيط وتوجيه السؤال المربك لأمين عام “الوفاق” في مأتم السنابس، حيث سأله ببساطة “إلى أين تريدون أخذنا؟”.
المعارض الذي اتخذت تغريدته أساساً لهذا المقال قال في “تغريدة” أخرى ما معناه أنه “ليس بينهم وبين النظام سوى “حكم القصاص”“.. “القصاص الذي لا رجعة عنه.. ومن دخل في عهدهم فهو منهم.. بأي شكل ما شاء فعل”.
ما يتمناه العاقل هو ألا يكون أولئك المقيمون في البلاد الباردة هم من يقودون الحراك السياسي، ويوجهون من هم في الداخل، لأن هذا النوع من التفكير يكشف عن قلة وعي، ويستند إلى خيال لا إلى واقع، حيث الواقع يقول كلاماً وفعلاً مختلفاً، ولا يمكن تغيير الواقع اعتماداً على خيال.
المسؤولية الحقيقية تقع على عاتق الجمعيات السياسية الساعية إلى الإصلاح، والذي هو هدف الجميع، وعليها إضافة إلى استعادة القيادة من الشباب، “تركيد” أولئك السابحين في الخيال.