يرى علماء النفس أن اعتقاد النساء بأن بعض نقاط الضعف التي يمتلكنها، والتي ترتبط حيناً بالصفات الجسديّة الموروثة، وحيناً آخر بالتنشئة الاجتماعية، تجعل الرجال ينفرون منهن، ليس في محله، وأن تشبّث المرأة بهذه التصوّرات المغلوطة قد يلحق ضرراً فادحاً بحالتها النفسية والصحيّة، ومن ثم عليها أن تفكِّر في كيفية تحويل العيوب إلى نقاط قوّة تستثمرها لصالحها.
ويتصوّر النفسانيون أن الوزن الزائد يعتبر لدى بعض النساء “عيباً مشيناً لابّد من التخلّص منه”، فتراهن يلجأن إلى اتباع نظام الحمية لمواجهته، ويدلفن نحو صالونات التخسيس للتغلّب عليه، فشعور المرأة بأنها قد اكتسبت حفنةً من الكيلوغرامات قد يجعلها تشعر بالخجل والدونيّة أمام الرجل، وكذلك أمام زميلاتها وصديقاتها، غير أن واقع الحال يشير إلى أن الرجال لا يكترثون كثيراً بالمواصفات الخارجية، وبعضهم يفضِّل النساء البدينات على الممشوقات القوام.
كما إن بعض النساء يتردّدن في تناول الطعام في حضرة الرجل، فلا يطلبن في المقهى سوى النزر اليسير من الطعام رغم تضوّرهن جوعاً، باعتبار أن كميّة غذاء “السيدة الحقيقية” يجب ألا تزيد عما يتناوله فرخ الدجاج، وهذا في الواقع انطباع خاطئ يفترض أن يتغيّر، فالرجل الذي دعا المرأة لتناول الغذاء في المطعم لن يطيق الأكل لوحده، ويفضِّل أن تشاركه المرأة في تلبية هذه الحاجة الطبيعية.
أما “العيب” الثالث فهو الكسل، فبعض النساء يتصوّرن أن من واجبهن استعراض “قدراتهن الجسدية” أمام الرجال كي لا يُتهمن بالتخلِّي عن واجباتهن بجعل أثاث البيت لامعاً، وأرضيّته ناصعة البياض، وجدرانه تشّع نظافةً، مع أن الرجل قد لا يهتّم كثيراً بذلك، ويفضِّل أن تتجاذب معه المرأة أطراف الحديث، وتؤجِّل المهمَّات المنزلية إلى وقتٍ آخر.
إن النساء يتصوّرن أن ضعفهن أمام الرجل يعتبر نقيصةً، فتراهن يحاولن إثبات استقلاليّتهن وقدرتهن على حل المشكلات بأنفسهن، وفي المقابل يعتبرنه جديراً فقط بالرعاية، وفي هذه الحالة ينصح علماء النفس المرأة بألا تخشى إبداء ضعفها للرجل، وأن تكلِّفه بالقيام ببعض الأعمال المنزلية الشاقة نسبياً في حدود قدرته، وبما يجعل حياتهما المشتركة أكثر ثراءً!